Scroll Top

ندوة علمية بجامع الجزائر: المؤسسات الروحيّة قوّة رائدة في تحرير الوطن

ندوة علمية بجامع الجزائر: المؤسسات الروحيّة قوّة رائدة في تحرير الوطن

تحت رعاية السّيّد وزير الدّولة، عميد جامع الجزائر، نظّم المركز الثقافي لجامع الجزائر، يوم الأربعاء 27 ذي الحجّة 1445ه، الموافق 03 جويلية 2024م، بمناسبة الاحتفال بذكرى استرجاع الاستقلال واستقبال العام الهجري الجديد، ندوةً علميّةً بعنوان: “المؤسسات الروحيّة قوّة رائدة في تحرير الوطن”، بمشاركة كل من أ.د ياسين بن عبيد مدير المركز الثقافي لجامع الجزائر، أ.د الغالي غربي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة المدية، أ.د محمد زرقوق أستاذ التاريخ بجامعة خميس مليانة وأ.د محمد لحسن زغيدي، رئيس اللجنة الجزائرية للتاريخ والذاكرة.

بدوره، قال عميد جامع الجزائر، الشّيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، خلال كلمة ألقاها في افتتاح الندوة: “نحن في هذه الندوة نتحدث عن الوفاء لرسالة الشهداء وتبليغها إلى الأجيال؛ ومضمون هذه الرسالة ليس سوى المبادئ والقيم التي كافح من أجلها المجاهدون الأحرار، وضحّى في سبيلها الشهداء الأبرار، من عهد الأمير، مرورا بالشيخ بلحداد والمقراني وبوعمامة، إلى ثورة التحرير”.

واستحضر في هذا السياق، قائلا:” إنّنا، في الجزائر، مازلنا نعيش إشكالية كتابة التاريخ، ونعاني الآثار السيئة الناجمة عن تحريف حقائقه، ولا سيما تاريخ المقاومة والحركة الوطنية، والثّورة التحريرية. والنصيب الأكبر من التّحريف أساء به بعض الكتّاب في التّاريخ إلى قلاع الإسلام في الجزائر، التي كانت معاقل للتربية والجهاد والوطنيّة، وتمتزج في رسالتها الرّوح الدّينيّة الإسلاميّة بالرّوح الوطنية”.

من جهة أخرى، أوضح أ.د ياسين بن عبيد، المدير  العام للمركز الثقافي لجامع الجزائر، من خلال مداخلة له تحت عنوان: “الزوايا والمدارس القرآنية في الجزائر، الأبعاد الروحية والأدوار التربوية”، أن الوجود الصوفي في الجزائر ساهم في المنظومة التربوية والدينية، مؤكدا على دوره الأساسي والفعال في نشر الإسلام وتوسعه في الجزائر.

وأشار أ.د الغالي غربي أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة المدية، من خلال مداخلة له تحت عنوان: “الأبعاد الدينية في ثورة التحرير”، إلى ضرورة إعادة النظر في كل ما كُتب في أرشيف تاريخ الجزائر، مؤكدا أن ما وُجد لحد الآن لا يُغطّي كفاحات ونضالات الشعب الجزائري إبان الثورة التحريرية.

وأضاف قائلا: “لا نملك رصيد تاريخي يؤرخ للمؤسسات الدينية، التي كانت منتشرة أثناء الثورة، كالزوايا والكتاتيب، والتي لعبت دورا مهما في تنشئة الأبطال، الذين جاهدوا وناضلوا واستشهدوا من أجل جزائر حرة”.

وقال أ.د محمد زرقوق، أستاذ التاريخ بجامعة خميس مليانة، من خلال مداخلة له تحت عنوان: “دور الزوايا والمدارس القرآنية في المقاومات الشعبية والثورة التحريرية”، أن للزوايا دور مهم في إدارة وتنظيم المجاهدين أثناء الثورة التحريرية، فقد كانت بمثابة السلطة التي تجمع وتدير الحركة الثورية.

من جهة أخرى، أكد الأستاذ زرقوق أن الزوايا معاقل الجهاد والمقاومة أثناء الثورة التحريرية، فانتشار هذه الأخيرة عبر كافة التراب الوطني، ساعد شيوخ الزوايا على الدعوة إلى الجهاد والصمود ضد الاستعمار.

من جانبه، أشاد المؤرخ محمد لحسن زغيدي بدور الزوايا في إعداد المجاهد والطفل والزعيم من الناحية التربوية والدينية السليمة.