Scroll Top

جامع الجزائر يستلم المكتبتين الوقفيتين للدكتور سليمان الصّيد والدكتور حسان موهوبي

تحت رعاية السّيّد محمّد المأمون القاسميّ الحسنيّ، وزير الدّولة، عميد جامع الجزائر، والسّيّد عبد الخالق صيودة والي ولاية قسنطينة، نظّمت عمادة جامع الجزائر، يوم الخميس 03 صفر 1446ه، الموافق 08 أوت 2024م، بولاية قسنطينة ندوةً علميّةً بعنوان: أهمية وقف الكتب المخطوطة والمطبوعة وأثره في حفظ التراث ودعم البحث العلمي”، وذلك في إطار احتفالية تسليم المكتبتين الوقفيتين للدكتور سليمان الصّيد، والدكتور حسان موهوبي رحمهما الله، كوقفٍ لجامع الجزائر.

بدوره، قال عميد جامع الجزائر، الشّيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، خلال كلمة ألقاها في افتتاح الندوة: “ومن منافع الوقف أنّه يضع المكتبات في مُتناول كافّة طلّاب العلم، غنيّهم وفقيرهم، بينما الوسائط الرّقمية، المكـلّفة ماليّا، قد لا تتوفّر لأبناء الطّبقات الاجتماعية المعوزة. ولقد أثبتت اختبارات التّربية وعلم النّفس، أنّ قراءة الكتاب الورقي ألصقُ للمعلومات والمعارف بالذاكرة والحفظ؛ بينما القراءة بالأجهزة الإلكترونية سرعان ما يطالُها النّسيان والتّلاشي”.

واستحضر في هذا السياق، قائلا:” وعندنا في الجزائر، ضاعت أعداد كبيرة من الثّروة العلميّة، من المؤلّفات المخطوطة والمطبوعة، الّتي كانت مُخزّنّة في المساجد والزّوايا، وفي بعض بيوتات أهل العلم. فمئات الأسفار والمخطُوطات القيّمة والنّادرة ضاعت في عهد الاحتلال الفرنسي؛ وذلك بفعل ما كانت تقوم به المصالح الاستعماريّة؛ بدافع أحقاد صليبيّة وعُنصريّة بغيضة، وغطرسة إدارة مستبدّة، تجاه كلّ ماله علاقة بالعلوم الدّينيّة، والثّقافة العربيّة الإسلاميّة. فهذه إمّا تعرّضت للنّهب والتّرحيل إلى مكتبات ومتاحف باريس أحيانًا، وإمّا تعرّضت للإتلاف والحرق أحيانا أخرى”.

وأضاف: “وننوّه هنا بأنّ الكتاب سيبقى الوسيلة العلميّة الأجدى والأنفع فائدة، والأكثر أمانًا وثقةً في نقل المعلومة من مضانّها ومصادرها، لاسيما في مجال البحث العلميّ؛ وذلك لأنّ الكتب الإلكترونيّة والمطبوعات والنّصوص الّتي تنشر في مُختلف الوسائط الافتراضيّة، قد طالها الذّكاء الاصطناعي، فهي لا تحظَى بالثّقة، لاعتمادها كمصادر ومراجع يقينيّة موثوقة”.

وانتقلت المكتبتين الوقفيتين للدكتور سليمان الصّيد، والأستاذ حسان موهوبي رحمهما الله، إلى جامع الجزائر، بموجب محضر تسليم وقّعها بالمناسبة، رئيس المجلس العلمي أ.د موسى إسماعيل، عن الجامع، وعن أسرة المرحوم الدكتور سليمان الصّيد، ابنه السيّد رياض الصّيد، وعن أسرة المرحوم الدكتور حسان موهوبي، زوجته السيّدة سارة حاج حمدي.

وبالمناسبة، نظّمت عمادة جامع الجزائر بولاية قسنطينة، معرض مصغر حول المكتبات الوقفية، وأشرف على افتتاحه السيّد عميد جامع الجزائر.