Scroll Top

عميد جامع الجزائر يقترح أفكارا للإفادة من المعجم التاريخي للغة العربية

شارك الشّيخ محمّد المأمون القاسمي الحسني في ندوة عقدها المجلس الإسلامي الأعلى؛ ونشّطها الأستاذ الدكتور محمّد صافي المستغانمي، الأمين العامّ لمجمع اللغة العربية، في الشارقة. وكان موضوعها: “المعجم التاريخيّ للغة العربية”
وفي كلمة بالمناسبة، أشاد عميد جامع الجزائر بهذا الإنجاز، قائلا: “إنّنا نهنّئ الأمّة كلّها بهذا الإنجاز العلمي الكبير، الّذي يقدّم خدمة جليلة للغة القرآن، الّتي اختارها الله لتكون وعاء لكتابه؛ والعناية بها أفضل سبيل لفهم القرآن؛ فهي الطريق لمعرفته، والوقوف على أسراره. والعناية باللغة العربية وتعميم نشرها كذلك هي أشرف وسيلة تحقّق نشر دعوة الإسلام”.
ونوّه السيّد العميد براعي هذا المشروع الحضاري الشّيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة؛ وأشاد بالعلماء الذين أسهموا في تحقيقه، وفي مقدّمتهم الأستاذ الفاضل الدكتور محمّد صافي، ومن ساعده من علماء الجزائر، في المجلس الأعلى للغة العربية، وفي جامعات جزائرية. وقال، في هذا السياق: “نحن فخورون في الجزائر بعلمائنا الذين كان لهم حظّ في تحقيق هذا الإنجاز، كما نفخر بأمثالهم من ذوي الكفاءات العلمية، الذين يتبوّؤون مقامات عالية، في حواضر علمية، في بلدان الغرب، وفي المشرقين العربيّ والإسلاميّ”.
واقترح السيّد العميد جملة من التوصيات، للإفادة من هذا المعجم، تتلخّص في النقاط الآتية:
– الاستلهام من هذا المجهود العلمي المتميّز، من أجل إعداد معاجم متخصّصة في المصطلحات الشرعية والفقهية، تستند إلى المعجم التاريخي للغة العربية.
– إبراز دور المعجم في تعزيز الدراسات المقارنة بين المدارس الفقهية، من خلال فهم تطوّر استخدام المصطلحات الفقهية، ومنها المصطلحات المرتبطة بعلم أصول الفقه، مثل “القياس” و”الاستحسان”، في سياقها الزمني.
– العمل لإنشاء ورشات عمل تهدف إلى توضيح أهمّية المعجم التاريخي في فهم النصوص الشرعية، من خلال تتبّع تطوّر دلالات الكلمات، وعلى تفسير نصوص تراثية تجمع بين فهم أسرار اللغة العربية ومقاصد الشرع الحنيف.
– إبراز دور المعجم التاريخي في تجديد الخطاب الديني، كالإسهام في فهم النصوص الشرعية، بنا يتناسب مع متغيّرات العصر، من خلال إدراك التطوّر الدلالي للكلمات.
– توظيف المعجم لدحض الشبهات المتعلّقة بتفسير النصوص الشرعية، بسبب الإساءة في فهم دلالات الكلمات.
– دعم جهود الباحثين في مجال الاجتهاد، بتوفير خلفيات لغوية دقيقة للمصطلحات المستحدثة.
– تعزيز الردود العلمية لقضايا الإعجاز اللغوي والتاريخي للقرآن الكريم.
– إدراج المعجم التاريخي في المناهج الدراسية، ولاسيما في مقرّرات العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية.
– إطلاق مبادرات لتعليم كيفية استخدام المعجم التاريخي في الأبحاث الشرعية.
وفي الختام، عبّر السيّد العميد عن رغبته في تبنّي جامع الجزائر أحد هذه المشاريع، بالتعاون مع المجلس الإسلامي الأعلى، والمجلس الأعلى للغة العربية، والمجمع الجزائري للغة العربية، ومجمع اللغة العربية بالشارقة، الّذي يشرف على مشاريعه الأستاذ الدكتور محمّد صافي المستغانمي.
جَامعُ الجزائر مركزٌ دينيّ، عِلميّ، ثقافيّ وسياحِيّ، يقعُ على تراب بلديّة المُحمَّديَّة بولاية الجزائر، وسط خليجها البحريّ. تبلغُ مساحته 300.000 متر مربّع، يضمّ مسجِدا ضخما للصّلاة، يسع لـ 32000 مصلٍ، وتصلُ طاقة استيعابِه إلى 120 ألف مصلٍ عند احتساب صحنه وباحَاته الخارجيّة.
قاعة الصّلاةِ وصحنها الفسـيح، جاءت في النّصوص القانونيّة المُنشِأة للجامع، تحتَ تسميةِ “الفضاء المسجدِيّ”.
ويضُمّ المجمّعُ هياكلَ أخرى ومرافقَ سُمّيت بالهَيئات المدمجة، ووجدت هـذه المرافق لتُساهم في ترسـيخِ قِيم الدّين الإسلاميّ من: قرآن منزّلٍ وسنّةِ مطهّرة على صاحبها أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم، وكذا للحِفاظ على المرجعيّة الدّينيّة الوطنيّة، بما يخدُم مكتسبات الأمّة ويحقّق التّواصل مع الغير.
وجامع الجزائر هـو معلم حضاريّ، بِهندسته الفَريدة، التي زَاوجـت بين عراقة العِمارة الإسلاميّة بطَابعها المغَاربيّ الأندلسيّ، وآخِر ابْتكارات الهندسة والبِناء في العالم، حيث حقّق عدّةَ أرقامٍ قيَاسيةٍ عالميةٍ في البناء.
فمن حيث الأبْعادُ الهنْدسيةُ، يُعدّ الجامع بين المساجد الأكبر والأضْخَم عبر العالم، بل هو ثالث أكبرِ مسجدٍ في العالم بعد الحرَمين الشريفَين بمكة المُكرّمَة والمدينَةِ المنوّرَة، وهو أكبر مساجد أفْريقيا على الإطلاق، فمساحة قاعة صلاته تبلغ 22 ألف متر مربع، وقُطر قبته 50 مترا، وفُرِش بـ 27 ألف متر مربع من السجّاد الفاخر المصنوعِ محليّا، وتزيَّنت الحوافّ العلويّة لجدرانه بـ 6 آلاف متر من الزّخرفة بمختلف خطوط الكتابة العربيّة.