Scroll Top

الذّكرى السبعون لاندلاع ثورة التحرير: تهنئة عميد جامع الجزائر

الذّكرى السبعون لاندلاع ثورة التحري

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

        عميد جامع الجزائر مهنّئا بذكرى ثورة نوفمبر المجيدة

 في هذا اليوم المبارك، تحلّ علينا الذّكرى السبعون لاندلاع ثورة التحرير، الّتي فجّرها شعبنا، باسم الله، جهادا في سبيل الله.  تلك الثورة العظيمة التي خطّها أسلافنا بدمائهم الزكيّة؛ وسطّروا بها ملحمةً خالدة في سجلّ الكفاح والبطولة، ساعين إلى الحريّة والكرامة، ملبّين نداء الله ونداء الوطن، في جهادٍ مقدّس لتحرير الأرض من دنس المحتلّين.

سبعون عامًا تمرّ اليوم على ذلك الفجر، الّذي انطلقت فيه صرخة الحقّ: “الله أكبر”، من جبال الأوراس إلى أعماق الصحراء، ومن سهول الغرب إلى تلال الشرق، مُؤذنةً ببداية عهد جديد، مُعلنةً للأمّة جمعاء: أنّ الجزائر الحرّة ستقوم، مهما يكن الثمن؛ وأنّ شعبها الأبيّ مستعدّ للمكاره، والصّبر عليها، حتّى النصر، مهما تبلغ التضحيات.

إنّنا في هذه المناسبة العظيمة، نتذكّرُ جميعًا قِيم التّضحية والإخلاص والإيمان، الّتي زرعها الله في قلوب المجاهدين الأبطال، الّذين تركوا لنا إرثاً غنيّاً بالعزّة والشّرف. وإنّ هذه القِيم هي اليوم أمانةٌ في أعناقنا، يجب علينا أن نحْفظها ونصونها، ثمّ نورّثَها لأبنائنا؛ لأنّهم ذخر أمّتنا، عمدة حاضرها وأملُ مستقبلها.

وفي هذه الذكرى المباركة، نتوجّه إلى الله، جلّ في علاه، سائلين إيّاه أن يرحم شهداءنا الأبرار، ويجزيَهم عنّا الجزاء الأوفى؛ وأن يبارك وطنَنا، ويزيده عزّاً ومجداً؛ ويحفظ له أمنه واستقراره. كما نغتنم هذه السّانحة، لنذكّر أنفسنا وشبابنا بأنّ حبّ الوطن جزءٌ من إيماننا؛ وأنّ العمل لبنائه، والسعي لرفعة شأنه، عبادةٌ عظيمة، نقوم بها إرضاءً لضمائرنا، وابتغاء مرضاة ربّنا.

فلنجدّد اليوم عهد الوفاء لرسالة الشهداء؛ ولنسعَ جميعًا إلى خدمة الوطن، وتعزيز وحدته وسيادته؛ ولنواصل مسيرة البناء والتّقدم.

وكما كنّا بالأمس مثالاً في التضحية والفداء، نكون اليوم، بمشيئة الله، مثالاً في العمل والعطاء.

والله وليّ الإعانة والتوفيق.

عاشت الجزائر حرّةً أبيّة، والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.

والحمد لله ربّ العالمين.