Scroll Top

عميد جامع الجزائر يستقبل سفيرة جمهورية ألمانيا الاتّحاديّة

استقبل السّيّد محمّد المأمون القاسمي الحسنيّ، وزير الدّولة عميد جامع الجزائر ، اليوم، سعادة سفيرة جمهوريّة ألمانيا الاتّحاديّة بالجزائر، السّيّدة إليزابيث ولبرس، بطلبٍ منها.
وتطرّق الجانبان إلى “القواعد المشتركة” التي يُمكن البِناء عليها من أجل تحقيق تعاون مشترك، ولاسيما في المجالات العِلميّة والثّقافية، والإنسانيّة بوجه عام.
وأشاد السّيّد العميد، في حديثه، بمستوى التّعاون الجزائري الألماني، مذكّرا بأنّ مشروع جامع الجزائر كان أحد الأمثلة لهذا التّعاون،الذي إشتركت فيه العبقرية والخبرة الجزائرية والألمانية والصينية.
وخلال اللّقاء، سلّط السّيّدُ العميدُ الأضواء على قضايا تهمّ العلاقة بين الإسلام والغرب؛ ومنها حوار الثّقافات، وقضايا الحرّيّات وحقوق الإنسان، والمرأة والأسرة، وغيرها؛ وشرح موقف الإسلام منها، ونظرته إليها.
كما رفع المتحدّثُ اللُّبسَ، عمّا يُسمّى: “الإسلام المعتدل، والإسلام غير المعتدل”؛ وأوضح أنّ الإسلام واحدٌ، لا يتعدّد؛ وشريعته سمحة، لا تطرُّف فيها ولا غلوّ؛ وليس فيها حرجٌ ولا تعسير. ولفت إلى قضيّة المسلمين الأولى، ومعهم أحرار العالم، ألا وهي قضيّة فلسطين؛ وعبّر عن أمله في أن تنحوَ الحكومة الألمانية منحى الكثير من دول العالم، ومنها دولٌ أوربيّة. والمأمول منها ومن غيرها الاحتكام إلى العدالة والقيم الإنسانية الحقّة، بإدانة وحشية الكيان الصّهيوني وإرهابه، وجرائمه ضدّ الإنسانيّة؛ وإقرار حقّ الشّعب الفلسطينيّ في إقامة دولته المستقلّة على أرضه، وعاصمتها القدس الشّريف.
ومن جانبها، شكرت سعادةُ السفيرة السّيّد العميد على الوقت الذي خصّها إياه؛ وأشارت في حديثها إلى التّوافق التّام مع كثيرٍ من النّقاط التي أوردها في اللقاء، مُشدّدة على التزام الحكومة الألمانية بمنح جميع المواطنين الألمان حقوقهم، وفق الدّستور، ومنهم ستة (6) ملايين من المسلمين.
وطرحت السفيرة أسئلة حول دور الجامع والزّوايا العِلمية، ورسالة الإمام بصفة عامة بالجزائر، خاصّة فيما يتعلّق بإرساخ قيم الإسلام في المجتمع الجزائري، كما شرحها السّيّد العميد؛ وهو ما استفاض فيه توضيحًا وبيانًا، بذِكر حقائقَ وأمثلةٍ من حاضرنا اليوم، وماضينا الحافل بالأمجاد.
جَامعُ الجزائر مركزٌ دينيّ، عِلميّ، ثقافيّ وسياحِيّ، يقعُ على تراب بلديّة المُحمَّديَّة بولاية الجزائر، وسط خليجها البحريّ. تبلغُ مساحته 300.000 متر مربّع، يضمّ مسجِدا ضخما للصّلاة، يسع لـ 32000 مصلٍ، وتصلُ طاقة استيعابِه إلى 120 ألف مصلٍ عند احتساب صحنه وباحَاته الخارجيّة.
قاعة الصّلاةِ وصحنها الفسـيح، جاءت في النّصوص القانونيّة المُنشِأة للجامع، تحتَ تسميةِ “الفضاء المسجدِيّ”.
ويضُمّ المجمّعُ هياكلَ أخرى ومرافقَ سُمّيت بالهَيئات المدمجة، ووجدت هـذه المرافق لتُساهم في ترسـيخِ قِيم الدّين الإسلاميّ من: قرآن منزّلٍ وسنّةِ مطهّرة على صاحبها أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم، وكذا للحِفاظ على المرجعيّة الدّينيّة الوطنيّة، بما يخدُم مكتسبات الأمّة ويحقّق التّواصل مع الغير.
وجامع الجزائر هـو معلم حضاريّ، بِهندسته الفَريدة، التي زَاوجـت بين عراقة العِمارة الإسلاميّة بطَابعها المغَاربيّ الأندلسيّ، وآخِر ابْتكارات الهندسة والبِناء في العالم، حيث حقّق عدّةَ أرقامٍ قيَاسيةٍ عالميةٍ في البناء.
فمن حيث الأبْعادُ الهنْدسيةُ، يُعدّ الجامع بين المساجد الأكبر والأضْخَم عبر العالم، بل هو ثالث أكبرِ مسجدٍ في العالم بعد الحرَمين الشريفَين بمكة المُكرّمَة والمدينَةِ المنوّرَة، وهو أكبر مساجد أفْريقيا على الإطلاق، فمساحة قاعة صلاته تبلغ 22 ألف متر مربع، وقُطر قبته 50 مترا، وفُرِش بـ 27 ألف متر مربع من السجّاد الفاخر المصنوعِ محليّا، وتزيَّنت الحوافّ العلويّة لجدرانه بـ 6 آلاف متر من الزّخرفة بمختلف خطوط الكتابة العربيّة.