Scroll Top

عميد جامع الجزائر يدعو إلى تجديد العهد مع خصال الأمير عبد القادر

دعا عميد جامع الجزائر، إلى الاستلهام من حياة الأمير عبد القادر الجزائري، “الّتي جمعت بين الوطنيّة والإنسانيّة، وبين الإيمان والعقلانية”؛ وحثّ على تجديد العهد من أجل السّيْر على خطاه.
جاء ذلك خلال كلمة للشيخ محمّد المأمون القاسمي الحسني، في الملتقى الدّولي الّذي نظّمته وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، بالجزائر العاصمة، بالتّنسيق مع وزارة الشّؤون الخارجية والجالية الوطنيّة بالخارج والشؤون الإفريقية، وبالرعاية السّامية للسّيّد رئيس الجمهوريّة؛ الموسوم بـ: “في ضيافة أمجاد الأمّة: التّجلّيات التاريخية والحضارية والتراثية للأمير عبد القادر الجزائري”.
وعدّد السّيّد العميد خصال الأمير عبد القادر: من شجاعة، وحكمة، وعلم، وأدب، وإنسانيّة؛ واصفا إيّاه بأنّه “لم يكن مجرّد قائد عسكري، أو رجل دولة؛ بل كان تجسيدًا حيًّا للمعاني الكبرى الّتي قامت عليها حضارتنا الإسلامية: فلقد جمع بين العلم والعمل؛ وبين السّيف والقلم؛ وبين الروحانية والبَأس؛ وكان بذلك عنوانًا للإنسان الكامل الّذي يلتقي فيه السّموّ الأخلاقي بالعظمة الإنسانية”.
وأشار عميد جامع الجزائر إلى السّمة الّتي تُميّز الحضارة الإسلاميّة، بأنّها: “حضارة رسالة ومسؤوليّة (..) حضارة أمّة تخدم دينها بخدمة الإنسانيّة”؛
وأضاف: “إننا لا نجد في أيّ نظام أو ميثاق ما نجده في شريعة الإسلام، من سماحة مع المخالف في الدين؛ حيث تقضي تعاليمه التسامح مع غير المسلمين، والتعامل معهم، بروح إنسانية، لا تعصّب فيها ولا بغضاء؛ ولكن في اعتزاز بالإسلام، دونما هوان أو تخاذل، ولا قابلية للاحتواء أو التواكل”.
وعاد السّيّد العميد إلى الفتنة الّتي حصلت بالشّام، حين كان الأمير عبد القادر منفيّا بها؛ مبرزا شمائله في التّعاطي معها؛ ليخلُص إلى: “أنّ التّسامح في الإسلام يستمدّ أهميّته وفعاليته من الأصول الشرعية؛ فهو ليس فكرة مستوردة من غيرنا، ولا نظرية كيّفنا معها ميراث أمّتنا؛ بل إنّ سرّ فعاليته في صبغته الدينية، المنبثقة أصلا من الأوامر الإلهية والتوجيهات النبوية”.

جَامعُ الجزائر مركزٌ دينيّ، عِلميّ، ثقافيّ وسياحِيّ، يقعُ على تراب بلديّة المُحمَّديَّة بولاية الجزائر، وسط خليجها البحريّ. تبلغُ مساحته 300.000 متر مربّع، يضمّ مسجِدا ضخما للصّلاة، يسع لـ 32000 مصلٍ، وتصلُ طاقة استيعابِه إلى 120 ألف مصلٍ عند احتساب صحنه وباحَاته الخارجيّة.
قاعة الصّلاةِ وصحنها الفسـيح، جاءت في النّصوص القانونيّة المُنشِأة للجامع، تحتَ تسميةِ “الفضاء المسجدِيّ”.
ويضُمّ المجمّعُ هياكلَ أخرى ومرافقَ سُمّيت بالهَيئات المدمجة، ووجدت هـذه المرافق لتُساهم في ترسـيخِ قِيم الدّين الإسلاميّ من: قرآن منزّلٍ وسنّةِ مطهّرة على صاحبها أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم، وكذا للحِفاظ على المرجعيّة الدّينيّة الوطنيّة، بما يخدُم مكتسبات الأمّة ويحقّق التّواصل مع الغير.
وجامع الجزائر هـو معلم حضاريّ، بِهندسته الفَريدة، التي زَاوجـت بين عراقة العِمارة الإسلاميّة بطَابعها المغَاربيّ الأندلسيّ، وآخِر ابْتكارات الهندسة والبِناء في العالم، حيث حقّق عدّةَ أرقامٍ قيَاسيةٍ عالميةٍ في البناء.
فمن حيث الأبْعادُ الهنْدسيةُ، يُعدّ الجامع بين المساجد الأكبر والأضْخَم عبر العالم، بل هو ثالث أكبرِ مسجدٍ في العالم بعد الحرَمين الشريفَين بمكة المُكرّمَة والمدينَةِ المنوّرَة، وهو أكبر مساجد أفْريقيا على الإطلاق، فمساحة قاعة صلاته تبلغ 22 ألف متر مربع، وقُطر قبته 50 مترا، وفُرِش بـ 27 ألف متر مربع من السجّاد الفاخر المصنوعِ محليّا، وتزيَّنت الحوافّ العلويّة لجدرانه بـ 6 آلاف متر من الزّخرفة بمختلف خطوط الكتابة العربيّة.