أثنى السّيّد عميد جامع الجزائر الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسنيّ، على مبادرة “المعهد العالي للعلوم” إطلاق اسم العلّامة الشيخ محمّد الصالح الصّديق على دفعة المتخرّجين من طلبتها؛ مُشيدا بخصائصه وفضائله.
جاء ذلك خلال حفل تخرّج طلبة الليسانس لهذا المعهد، الّذي جرت فعاليّاته، اليوم، في قاعة المحاضرات الكبرى بالمركز الثّقافي لجامع الجزائر.
وأشار السّيّد العميد، في كلمته، إلى أنّ علاقته الوثيقة بهذا العالِم العامل، المتميّز بكثرة إنتاجه، ووفرة عطائه، تعود إلى عام 1972م، حين تولّى إدارة التّوجيه الديني في وزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينية؛ وكان الشيخ الصّديق، منذ ذلك الحين، في طليعة العلماء والدعاة الذين أسهموا في تنشيط البرامج الدينية الموجّهة للجمهور، عبر قنوات الإذاعة والتلفزيون، وصفحات الجرائد الوطنية، وكان تعاونه مستمرّا ومتميّزا. كما كان له إسهاماته في ملتقيات الفكر الإسلامي.
وأوضح أنّ العلاقة بينهما ازدادت وثوقا مع الأيام؛ وتكرّرت اللقاءات؛ ثمّ كانت الصحبة في رحلة الحجّ، قبل أعوام؛ حيث ترك في قلوب الجميع أجمل الذكريات.
وبالمناسبة، ثمّن السيّد العميد اختيار إدارة المعهد العالي للعلوم جامع الجزائر، لتكريم المتخرّجين، مذكّرا برسالة هذا الصرح الحضاري الجامع، ورمزية الموقع الذي اختاره الله ليكون بناؤه على أرضه، أرض “المحمّدية” التي عادت إلى المحمّديين.
كما هنّأ المتخرّجين والفائزين بمنحة التفوّق والامتياز. وحثّ الجميع على الاجتهاد في طلب العلم، وجعله هو الغاية، قبل الشهادة، والاستزادة منه في أعلى درجاته؛ مذكّرا بأنّ شباب الأمّة، الذي يعتبر بحقّ عُدّة الحاضر وعمدة المستقبل، هم أصحاب الهمم العالية، الذين يتسلّحون بالعلم والمعرفة، وتكون زينتهم الإيمان ومكارم الأخلاق.
جدير بالذّكر، أنّ الحفل حضره أيضا كوكبة من المشايخ والعلماء، ونوّاب بالبرلمان، وأساتذة المعاهد والكلّيات، ورجال الإعلام، وعدد كبير من طلبة العلم في الجامعات.
vc_message message_box_color=”peacoc” icon_type=”entypo” css_animation=”fadeIn” icon_entypo=”entypo-icon entypo-icon-attach”]
جَامعُ الجزائر مركزٌ دينيّ، عِلميّ، ثقافيّ وسياحِيّ، يقعُ على تراب بلديّة المُحمَّديَّة بولاية الجزائر، وسط خليجها البحريّ. تبلغُ مساحته 300.000 متر مربّع، يضمّ مسجِدا ضخما للصّلاة، يسع لـ 32000 مصلٍ، وتصلُ طاقة استيعابِه إلى 120 ألف مصلٍ عند احتساب صحنه وباحَاته الخارجيّة.
قاعة الصّلاةِ وصحنها الفسـيح، جاءت في النّصوص القانونيّة المُنشِأة للجامع، تحتَ تسميةِ “الفضاء المسجدِيّ”.
ويضُمّ المجمّعُ هياكلَ أخرى ومرافقَ سُمّيت بالهَيئات المدمجة، ووجدت هـذه المرافق لتُساهم في ترسـيخِ قِيم الدّين الإسلاميّ من: قرآن منزّلٍ وسنّةِ مطهّرة على صاحبها أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم، وكذا للحِفاظ على المرجعيّة الدّينيّة الوطنيّة، بما يخدُم مكتسبات الأمّة ويحقّق التّواصل مع الغير.
وجامع الجزائر هـو معلم حضاريّ، بِهندسته الفَريدة، التي زَاوجـت بين عراقة العِمارة الإسلاميّة بطَابعها المغَاربيّ الأندلسيّ، وآخِر ابْتكارات الهندسة والبِناء في العالم، حيث حقّق عدّةَ أرقامٍ قيَاسيةٍ عالميةٍ في البناء.
فمن حيث الأبْعادُ الهنْدسيةُ، يُعدّ الجامع بين المساجد الأكبر والأضْخَم عبر العالم، بل هو ثالث أكبرِ مسجدٍ في العالم بعد الحرَمين الشريفَين بمكة المُكرّمَة والمدينَةِ المنوّرَة، وهو أكبر مساجد أفْريقيا على الإطلاق، فمساحة قاعة صلاته تبلغ 22 ألف متر مربع، وقُطر قبته 50 مترا، وفُرِش بـ 27 ألف متر مربع من السجّاد الفاخر المصنوعِ محليّا، وتزيَّنت الحوافّ العلويّة لجدرانه بـ 6 آلاف متر من الزّخرفة بمختلف خطوط الكتابة العربيّة.
[/vc_message]