الخطبة الأولى
الحمدُ للّهِ عظيمِ الرّحمَةِ، شديدِ النِّقَمِ، عَلَّمَ بالقَلَمِ، عَلَّمَ الإنسَانَ ما لم يعلَمْ، وأشهَدُ أن لا إله إلّا اللّهُ وحده لا شريك له، القائِلُ سبحانَهُ: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [المجادلة: 11]، وأشهَدُ أنّ محمَّدًا عبدُ اللّهِ ورسولُهُ، أُوتِيَ جَوَامِعَ الكَلِمِ فَهَدَى وعَلَّمَ، القائل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ»، صلواتُ ربّي وسلامُهُ عليه، وعلى آلِهِ وصحبِهِ الطّيبين الطّاهرين، ومن تبعهم بإحسَانٍ إلى يومِ الدِّينِ، أمّا بعد:
معاشِرَ المؤمنين: إنّ اللّهَ عزّ وجلّ بعث رسولَهُ صلّى اللّه عليه وسلّم معلِّمًا ومربِّيًا، ومبشِّرًا ونذيرًا، كما قال تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمُ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الجمعة:02]؛ وفي صحيح مسلمٍ أنّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا وَلَا مُتَعَنِّتًا، وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا».
فكان صلّى اللّه عليه وسلّم معلِّمًا ومرشِدًا وداعِيًا إلى اللّهِ بإذنِهِ وسِرَاجًا منيرًا، أفرَغَ العقولَ من الجهلِ، ومَلَأَهَا بالعِلْمِ والحِكْمَةِ، وزَكَّى النّفوسَ وطَهَّرَهَا من كُلِّ ما يشوبُهَا أو يُشِينُهَا، فنجدُهُ عليه الصّلاةُ والسّلامُ بتعليمِهِ العلم، صَنَعَ جيلًا فريدًا وأُمَّةً جديدَةً، بل وأنشأ من كُلِّ وَاحِدٍ خَلْقًا آخَرَ، فلو رأيتَ مثلًا عمرَ بنَ الخطّابِ رضي اللّه عنه في الجاهليَّةِ، وعمرَ بنَ الخطّابِ في الإسلَامِ، لرأيتَ تغيُّرًا جذرِيًّا على كُلِّ الأصعدَةِ وفي كُلِّ المستويَاتِ، فتحوَّلَ رضي اللّه عنه من رَجُلٍ عَابِدٍ للأوثَانِ مُغْرَمٍ بالخمرِ والموبقَاتِ، إلى رَجُلٍ من أعظَمِ القَادَةِ في الإسلَامِ، عِلْمًا وعَدْلًا وعبادَةً وزُهْدًا، وهكذا جميعُ أصحابِهِ الكِرَامِ رضي اللّه عنهم.
أيّها المعلّمون: لقد رَغَّبَ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ في التّعليمِ، وبَشَّرَ المعلِّمَ بالأجْرِ الوفيرِ يومَ القيامَةِ، كما روى ابن ماجه والطبرانِيُّ عن معاذِ بنِ أنسٍ رضي اللّه عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا فَلَهُ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهِ، لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْعَامِلِ»؛ فكُلُّ عَمَلٍ يَنْبَنِي على تعليمِكَ ــ أيّها المعلِّمُ ــ ستجِدُهُ إن شاء اللّهُ في سِجِلِّ حسناتِكَ يومَ القيامَةِ، ويكفي المعلِّمَ شَرَفًا أنّه من وَرَثَةِ الأنبيَاءِ، كما روى ذلك أبو داودَ والتّرمذيُّ وابن ماجه عن أبى الدّرداءِ رضي اللّه عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «العُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِرْهَمًا وَلَا دِينَارًا، وَلَكِنْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَن أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ».
ومن حَظِّ المعلِّمِ أنّ أجرَهُ وثَوَابَهُ لا ينقطِعُ، بل يستمِرُّ إلى ما بعد موتِهِ، ففي صحيح مسلِمٍ عن النّبيِّ عليه الصّلاة والسّلام أنّه قال: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ».
وإن كان الرّسولُ الكريمُ صلّى اللّه عليه وسلّم قد خَصَّ صَاحِبَ العِلْمِ، فإنَّنَا نَجِدُ الصَّدَقَةَ الجاريَةَ التي يبقى أجرُهَا، سَبَبُهَا هو العِلْمُ بفضلِهَا وثوابِهَا، والولَدُ الصّالِحُ كذلك، إنّما هو ثمرَةُ التّربيَةِ والتّزكيَةِ التي تقومُ على العِلْمِ، فمنشَأُ كُلِّ فَضْلٍ وخيرٍ يعودُ إلى العِلْمِ، ويكفي المعلِّمُ فَخْرًا وسَعَادَةً أنّ المخلوقَاتِ تستغفِرُ له وتدعُو له، ففي حديثِ التّرمذيِّ قال رسولُ اللّهِ صلّى الله عليه وسلّم: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَاضِينَ، حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا، وَحَتَّى الْحُوتَ فِي الْبَحْرِ، لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِي النَّاسِ الْخَيْرَ».
فأبشروا أيّها المعلّمون بالعَطَاءِ الجزيلِ والخيرِ الوفيرِ، فأنتم من بين مَعَاشِرِ أهْلِ الإيمَانِ، خَصَّكُمْ اللّهُ بهذه الدّرجَةِ والمنزِلَةِ.
أيّها الآباءُ، أيّتها الأمّهاتُ: إنّ مجتمَعًا يتلقّى فيه المعلِّمُ أصنَافَ الإهانَةِ وألوانَ الازدرَاءِ والسّخريَّةِ والاحتقَارِ، لن تقومَ له قائمَةٌ، ولن ترفَعَ له رَايَةٌ، والعجيبُ إذا كان هذا يصدُرُ من الطُّلَّابِ والتَّلَامِيذِ الذين يجلسون بين يديْهِ ويأخذون عنه العِلْمَ، والأعجَبُ من ذلك كُلِّهِ ما يصدُرُ عن الأوليَاءِ اتِّجَاهَ المعلِّمين، متجاهلين سوءَ أَدَبِ أولادِهِم وقلَّةَ احترامِهِمْ، متناسين بأنّ المعلّمين معينون لهم في العمليَّةِ التّربويَّةِ، فإذا أسقطوا هيبتَهُمْ من قلوبِ الأبنَاءِ، ضَاعَ منهم أَكْثَرُ مِنْ نصفِ العمليَّةِ التّربويَّةِ، قال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر: 09].
وروى الإمامُ أحمدُ عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي اللّه عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ».
ومن حَقِّ العَالِمِ والمعَلِّمِ علينا ــ أيّها المؤمنون ــ أن نُوَقِّرَهُ ونحترِمَهُ ونُجِلَّهُ، حتّى ينجَحَ في مهمّتِهِ ويؤدِّيهَا على أكمَلِ وَجْهٍ، لأنّ نجاحَهُ نَجَاحُ الأمَّةِ بِرُمَّتِهَا، وهذا ما نلمسُهُ بجلَاءٍ ووضوحٍ في تعامُلِ موسى عليه السّلامُ مع «الخَضِرِ» عليه السّلامُ، فقد قال له موسى بأدَبِ طالِبِ العِلْمِ مع المُعَلِّمِ: (هَلْ اتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) [الكهف: 66]، فقال المعلِّمُ كما حكى القرآنُ الكريمُ: (قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا) [الكهف: 70 ــ 67].
اِصْبِرْ عَلَى مُرِّ الْجَفَا مِنْ مُعَلِّمٍ فَإِنَّ رُسُوبَ الْعِلْمِ فِي نَفَرَاتِهِ
وَمَنْ لَمْ يَذُقْ مُرَّ التَّعَلُّمِ سَاعَةً تَجَرَّعَ ذُلَّ الْجَهْلِ طُولَ حَيَاتِهِ
وَمَن فَاتَهُ التَّعْلِيمُ وَقْتَ شَبَابِهِ فَكَبِّرْ عَلَيْهِ أَرْبَعًا لِوَفَاتِـــــــــــــــــــهِ
وَذَاتُ الْفَتَى وَاللَّهِ بِالْعِلْمِ وَالتُّقَى إِذَا لَمْ يَكُونَا لَا اِعْتِبَارَ لِذَاتِهِ
فكُلُّ ما نَجِدُهُ ــ أيّها الفضلَاءُ ــ في الحَيَاةِ من رُقَيُّ وتَقَدُّمٍ وازدهَارٍ على كَافَّةِ المستويَاتِ، يعودُ فضلُهُ بعد اللّهِ للمعلِّمِ ودورِهِ الكبيرِ في التّعمِيرِ والبنَاءِ، ولهذا كان سلفُنَا الصَّالِحُ مَضْرِبَ مَثَلٍ في توقيرِهِمْ للمعلِّمِ واحترامِهِمْ له، فعن الشّعبيِّ رحمه اللّهُ تعالى أنّه قال: «صَلَّى زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ عَلَى جَنَازَةٍ ثُمَّ قُرِّبَتْ لَهُ بَغْلَةٌ لِيَرْكَبَهَا، فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَخَذَهَا بِرِكَابِهَا، فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ: خَلِّ عَنْهَا يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَكَذَا يُفْعَلُ بِالْعُلَمَاءِ وَالْكُبَرَاءِ».
وقال الشّافعيُّ رحمَهُ اللّهُ: «كنْتُ أَتَصَفَّحُ الوَرَقَةَ بَيْنَ يَدَيْ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللَّهُ صَفْحًا رَفِيقًا هَيْبَةً لَهُ، لئلا يَسْمَعَ وَقْعَهَا».
وقال الرّبيعُ: «وَاللَّهِ مَا اجتَرَأْتُ أَنْ أَشْرَبَ المَاءَ والشَّافِعِيُّ يَنْظُرُ إِلَيَّ هَيْبَةً لَهُ».
قُمْ لِلْمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَّبْجِيــــــــــــــــــــــــلَا كَادَ المُعَلِّمُ أَنْ يَكُونَ رَسُولَا
أَعَلِمْتَ أَشْرَفَ أَوْ أَجَلَّ مِنَ الَّذِي يَبْنِي وَيُنْشِئُ أَنْفُسًا وَعُقُــــولَا
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ خَيْرَ مُعَلِّـــــــــــــــــــمٍ عَلَّمْتَ بِالْقَلَمِ الْقُرُونَ الْأُولَى
أَخْرَجْتَ هَذَا الْعَقْلَ مِنْ ظُلُمَاتِهِ وَهَدَيْتَهُ النُّورَ الْمُبِينَ سَبِيــــــــــــلَا
اللّهمّ إنّا نسألُكَ أن تبارِكَ في معلِّمِينَا، وأن تسدِّدَ في الخيرِ مسيرتَهُمْ، وتحفَظَ بين الخَلْقْ كَرَامَتَهُمْ، وتعطِّرَ بين النّاسِ سمعتَهُمْ.
بَارَكَ اللّهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعنِي ربِّي وإيّاكم بما فيه من الآيَاتِ والذِّكْرِ الحكيمِ، أقول قولي هذا وأستغفِرُ اللّهَ العظيمَ لي ولكم، فاستغفرُوهُ إنّه هو الغفُورُ الرّحيمُ.
الخطبة الثانية
الحمدُ للّهِ الّذي بنعمتِهِ تتمُّ الصّالحَاتِ، الحمدُ للّهِ حَقَّ حَمْدِهِ، حَمْدًا كما ينبغي لجلَالِ وجهِهِ وعظيمِ سلطانِهِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا اللّهُ وحده لا شريك له، وأشهَدُ أنّ سيِّدَنَا محمّدًا عبدُ اللّهِ ورسولُهُ، نشهَدُ أنّه بَلَّغَ الرّسالَةَ، وأدّى الأمانَةَ، ونَصَحَ للأمَّةِ، وكَشَفَ الغُمَّةَ، وجَاهَدَ في اللّهِ حَقَّ جهادِهِ حتى أتاه اليقين، صَلَوَاتُ ربّي وسَلَامُهُ عليه، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين، أمّا بعد:
أيّها المخلصون: إنّ حَجَرَ الأسَاسَ في بنَاءِ الأوطَانِ وصناعَةِ الأجيَالِ هو المعلِّمُ، ولا شَكَّ في ذلك، فالقَائِدُ العسكَرِيُّ، والمهندِسُ والطّبيبُ والقاضِي، والمخترِعُ والمكتشِفُ، والتَّاجِرُ والفَلَّاحُ والصَّانِعُ، وغيرُهُمْ من أصحَابِ الوظائِفِ والمِهَنِ والحِرَفِ، وأصحَابِ القَلَمِ والرَّأْيِ، كُلُّ هؤلاء من صُنْعِ يَدِهِ وفِكْرِهِ، ولهذا فإنّ إعدَادَ المعَلِّمِ وتوفيرَ الجَوِّ الملائِمِ له، حتّى يؤدّي عَمَلَهُ على أكمَلِ وَجْهٍ، من أولى أولويَاتِ الأمَّةِ، إذا أرادت النُّهُوضَ والتّطوُّرَ والازدهَارَ ومنافسَةَ الدُّوَلِ المتحضّرَةِ، ونصيحتُنَا خِتَامًا للمعلِّمِ بأن يُخْلِصَ في عملِهِ للّهِ عزّ وجلّ، وأن يؤدي رسالَتَهُ بإتقَانٍ، وواجِبَهُ بِكُلِّ تَفَانٍ، ليسيرَ كُلُّ شيءٍ على مُرَادِ اللّهِ، وفيما يُرضي اللّهَ، ولتعيشَ الأمَّةُ في أَمَانِ اللّهِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ في العالمين، وَارْضَ اللَّهُمَّ عن خلفائِهِ الرّاشدين وعن أزواجِهِ أمّهاتِ المؤمنين، وعن سَائِرِ الصَّحَابَةِ أجمعين، وعن المؤمنين والمؤمنَاتِ إلى يومِ الدِّينِ، وعَنَّا معهم برحمتِكِ يا أَرْحَمَ الرّاحمين.
اللّهمّ علّمْنَا ما ينفعُنَا، وانفعْنَا بما علّمتَنَا، وزدْنَا علْمًا.
اللّهمّ إنّا نسألُكَ عِلمًا نافِعًا، وقلبًا خَاشِعًا، ولسَانًا ذاكِرًا، ودعَاءً مستجَابًا.
اللّهمّ إنّا نسالُكَ الهُدَى والتُّقَى، والعَفَافَ والغِنَى.
اللّهمَّ آتِ نفوسَنَا تقوَاهَا، وزكِّهَا أنت خيرُ من زَكَّاهَا، أنت وَلِيُّهَا ومَوْلَاهَا.
اللّهمّ اجعل جمعَنَا هذا جَمْعًا مرحومًا، وتفرُّقَنَا من بعده تفرُّقًا معصومًا، ولا تَجْعَلْ فينا ولا معنا شقِيًّا ولا محرومًا.
اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ المِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
عِبَادَ اللّهِ: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ، وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى، وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ.
عبادَ اللّهِ: اذْكُرُوا اللّهَ العظيمَ يَـــذْكُرْكُمْ، واشكُرُوهُ على عُمُومِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، ولَذِكْرُ اللّهِ أكبَرُ، واللّهُ يَعلَمُ ما تَصنَعُونَ.
للتصفح والتحميل: