Scroll Top

خطبة الجمعة: ختام رمضان وفضل ليلة القدر

ختام رمضان وفضل ليلة القدر

الخطبة الأولى
الحمد لله الكريمِ المفضالِ، ذِي العِزِّ والكبرياءِ والجلالِ، أحمده سبحانه وتعالى حمدًا كثيرًا لا يُحَدُّ بقَدْرٍ، فهو المحمودُ في الأرض وفي السّماء، ما أكرمَهُ إذْ جاد علينا بليلةِ القَدْرِ، وعظَّمَ شأنَهَا وجعلَهَا خيرًا من ألفِ شهرٍ، ثمّ زيّنها بالأمنِ والسّلامِ إلى مطلعِ الفجرِ، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، شهادةً تُنجينا من عذابِ القبرِ، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، نَوَّهَ بمنزلةِ ليلتِهَا، فَرَغَّبَ في إحيائِهَا بالقيامِ والذِّكرِ، صلِّ اللّهمّ وسلِّم وبارك عليه، وعلى آلهِ وصحبهِ وأزواجِهِ ومن اقتفى أثرَهُ واستنَّ بسنّتِهِ إلى يومِ يبعثون، ألا واتّقوا اللهَ حَقَّ التّقوى، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]، ألا وإنّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله تعالى، وخيرَ الهديِ هديُ محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، وشرَّ الأمور محدثاتُهَا، وكلَّ بدعَةٍ ضلالَةٍ.
أمّا بعد: فقد قال الله تعالى في محكم البيان: (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْراكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).
عبادَ الله: لقد أكرمنا اللهُ تعالى بشهرِ المَكْرُمَاتِ شهرِ رمضانَ، توالَتْ فيه النَّفَحَاتُ والبَرَكَاتُ، إنّه شهرُ الرّحمةِ والغفرانِ، وتتابعت فيه الفيوضَاتُ والتجلِّيَاتُ، إنّه شهرُ إقبالِ الرّحمنِ، تأسّى المجدُّون فيه بنبي الله محمّدٍ عليه الصّلاة والسّلام، وملأ المجتهدون أوقاته بالصَّدقاتِ والمبرَّاتِ وقراءةِ القرآنِ، اجتهد المجتهدون مِنَّا في عشرِ الرَّحمةِ، وتَخَلَّفَ آخرون، وشَمَّرَ المشمِّرُون مِنَّا في عشرِ المغفرَةِ، ونَامَ النّائمون، سُنَّةَ اللهِ في خلقِهِ.
وها هي عشرُ العتقِ من النّارِ قد طرقت أبوابَنَا، وحلَّتْ بِنَا حلولَ الأحبابِ، وبلغت مسيرُتُهَا ثلثيِ الطّريق، هي أفضلُ أيّام رمضان، لأنّها ثمرةُ العبادةِ فيه، فمن حُرِمَهَا فقد حُرِمَ الأجرَ كلَّهُ، فليالي العشرِ الأخيرِ من رمضانَ هي أفضلُ ليالي الحَوْلِ، كما أنّ نهارَ عشرِ ذي الحجّةِ الأوائِلِ أفضلُ ما في العامِ.
أيّها الصّائمون: إنّ الذي فرَّط في العَشْرَيْن الأوّلِ والأوسطِ، فلم يؤدِّ حقَّهُمَا، وضَيَّعَ فُرَصَهُمَا، يستطيعُ أن يستدركَ ما فاته في العشرِ الأخيرِ من رمضانَ، إذ يُعتبرُ أفضلَ أثلاثِهِ على الإطلاقِ، لأنّ به ليلةَ القدرِ العظيمةَ التي نَوَّهَ اللهُ بشرفِهَا ومكانَتَهَا، وعَظَّمَ شأنَهَا وقَدرَهَا، فجعلها ميقَاتًا زَمَنِيًّا لإنزالِ قرآنِهِ، كما جعل البلدَ الحرامَ وقلبَ نبيِّ الإسلامِ صلّى الله عليه وسلّم مَحَلَّيْنِ طَاهِرَينِ لتَلَقِّي وَحْيِ الرحمنِ، (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
لقد كان من دأبِ النبي صلّى الله عليه وسلّم في رمضانَ إذا دَخَلَ عليه العَشْرُ الأخيرِ أن يُحْيِيَ ليلَهُ ويُوقِظُ أهلَهُ ويَشُدَّ مئزرَهُ، ويعتزلَ نساءَهُ، ويجتهد في الطّاعة ما لا يجتهدُ من قَبْلُ في أيّامِ رمضانَ ولياليه، ومن شدَّةِ عبادتِهِ كان يعتكِفُ هذه الأيّامَ ليدرِكَ فضيلَتَهَا وثوابَهَا.
أيّها المؤمنون المجدّون: لقد صحَّ في الحديثِ عنه صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
حَقًّا: إنّه أجرٌ عظيمٌ وثوابٌ جزيلٌ، خصَّ الله تعالى به ليلةَ القدر، فأعْظِمْ بها من ليلةٍ مباركةٍ، وأكرمْ بها من ليلةٍ طيّبةٍ، إذ الأجرُ الذي ادّخره الله لمن قامها إيمانًا بفضلها، واحتسابًا لأجرها، يعدلُ ثواب العبادةِ في أكثرَ من ثلاثين ألفَ ليلةٍ.
فحريٌّ بالمسلمِ الحَذِقِ أن يتحرَّى هذه الليلةَ ويلتمسَهَا في عشرِ رمضانَ الأخيرِ كلِّهِ، لإمكانيةِ الخطأِ في الحسابِ، فتصيرَ أيّام الوتر شفعًا، وأيّام الشّفع وترًا، ثم ليحرصْ المؤمنُ على تَحَرِّيهَا في الأوتارِ منه على غلبةِ الظَّنِّ، أي ليالي الحادي والثّالثِ والخامس والسّابع والتّاسع والعشرين، فهي خمس ليالٍ، قال صلّى الله عليه وسلّم: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ»، ولعلَّ أَرْجَّى لياليهَا ليلةُ السّابع والعشرين، وهي ليلتنا التي سنحْيِيهَا بجامعنا بحفلٍ بهيجٍ يليقُ بمنزلتِهَا، (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
أيّها المؤمنون الصّادقون: احرصوا على إدراكها وموافقتها، لتقوموها إيمانًا واحتسابًا، وأكثروا فيها من الدّعاء الذي علمه النبي صلّى الله عليه وسلّم لأمِّ المؤمنين عائشةَ رضي الله عنها حينما سألته: «يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي»، وإذا استثقلت أيّها المؤمن كثرةَ العبادةِ فيها، فلتحرص على أعمالٍ خفيفةٍ على الأبدانِ ثقيلةٍ في الميزانِ، من تسبيحٍ وتحميدٍ وتهليلٍ وذكرٍ، من ذلك: أن تقرأ الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة بتمعُّنٍ وتفهُّمٍ (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ….) [البقرة: 285 ــ 286]، فإنّ قراءَتَهُمَا تَعْدِلُ قيامَ ليلَةٍ بأكملِهَا، فإن كُتِبَتْ في ميزانِ حسناتِكَ، كان لك أجرُ قيامِ ثلاثين ألف ليلةٍ، ولتستغفر للمؤمنين والمؤمنات، فإنّ لك بكلِّ مؤمنٍ حسنَةً، فإن كُتِبَ لك الأجرُ، فسيكون لك من الحسناتِ بعددِ المسلمين مضروبًا في ثلاثين ألفًا، (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
أمّة السّلام: إنّ شهر رمضان لهو شهر الرّحمة والأمن والسّلام، صَفَّدَ اللهُ فيه مَرَدَةَ الجان، فيكثُرُ فيه الخيرُ ويقلُّ فيه الشّرُّ، ومن رحمةِ اللهِ أن ضَمَّنَ الشّهرَ الفضيلَ ليلةَ الشّرفِ والشأنِ والعمرِ، ووصفَهَا بأنّها سلام من بدايتِهَا إلى خاتمتِهَا، ومن مقتضيَاتِ الصّومِ الكفُّ والامتنَاعُ عن المفطرَاتِ والشّرورِ والآثَامِ، فيكون قد اجتمع لنا بحرمَةِ الشّهرِ، وفضيلَةِ ليلَةِ العمرِ، ومقتضَى عبادَةِ الصّومِ السَّلَامُ كلُّهُ، والخيرُ بأجمعُهُ، (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).
فهل نحن في مستوى أمنِ الشّهرِ ورحمتِهِ، وسلامِ ليلةِ القَدْرِ وبركتِهَا، وثمرةِ الصّومِ والصّبرِ؟ فنترجِمَ هذه البركاتِ إلى أمنٍ في مجتمعِنَا، وسلامٍ في دورِنَا، وطمأنينةٍ في أنفسِنَا، وتوافُقٍ وانسجَامٍ في علاقاتِنَا، وسُمُوٍّ وتغاضٍ عن أحقادِنَا؟
يَـا لَيْلَــــــةَ الْقَــدْرِ آمَــــالًا نُعَـانِيهَا وَمِـنْ مُحَـــيَّاكِ تَأْتِيــنَا غَـوَالِيـــهَـا
يَا لَيْلَـةً زَانَهَـا الرَّحْمَـنُ جَمَّلَهَا فِيهَا الْعَطَاءُ وَمَـا أَدْرَاكَ مَـا فِيهَا
فِيهَا السَّلَامُ مِنَ الهَـادِي تُـرَدِّدُهُ مَلَائـِكٌ نَزَلَتْ وَالـرُّوحُ حَادِيهَا
يَـا لَيْلَـةً وَهَـبَ الفَــتَّـاحُ قَـائِمَهَـا غُفْرَانَـهُ أَلْفَ شَهْـــرٍ لَا يُسَاوِيــهَا
قَدْ خَصَّهَـا اللَّه بِالقُرْآنِ تَذْكِـرَةً فِيهِ السَّعَادَةُ فِي أَسْمَـى مَعَانِيهَا
نُورٌ مِـنَ اللَّهِ يَجلُـو كـُلَّ مظْلِمَـةٍ إِذَا اسْتَنَــرْنَا بِــهِ زَالَـتْ غَوَاشِيــهَا
أقول ما تسمعون، وأستغفر اللهَ الحليمَ العظيمَ لي ولكم، ويا فوزَ المستغفرين، أستغفر الله.

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، والصّلاة على النبي المصطفى، ومن بآثاره اقتفى، وبعهد الله وفّى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:
أمّة المواساة: لقد كتب اللهُ عليكم في ختامِ الشّهرِ زكاةً تخرجونها عن أنفسكم وعمَّن تلزمكم نفقَتُهُ، طهرَةً لصيامكم من اللّغوِ والرّفثِ والفسوقِ والنّقصانِ، وطُعْمَةً للمساكين، فأخرجوها ابتغاء رضوانِ اللهِ طيّبةً بها نفوسُكُمْ، وقد قُدِّرَتْ هذا العامَ بخمسين ومائة دينار، أي 150 ألف سنتيما عن كلّ فردٍ.
أمّة الإيمان: ها هو شّهرُ الصّيامِ قد هَمَّ بالرّحيلِ، وهو ذاهبٌ عنّا بأفعالنا، وقادمٌ علينا غدًا بأعمالنا، فيا ليت شعري ماذا أودعناه؟ وبأيِّ الأعمال ودَّعناه؟ أتراه يرحلُ حامدًا صنيعنا؟ أم ذامًّا تضييعنا؟ ما كان أعظمَ بركاتِ ساعاتِهِ، وما كان أحلى جميعِ طاعاتِهِ، كانت لياليه لياليَ أُنْسٍ ومباهاةٍ، وأوقاتُهُ أوقاتَ عبادةٍ ومناجاةٍ، كان عليٌّ رضي الله عنه ينادي في آخر ليلةٍ من شهرِ رمضانَ قائلًا: «يَا لَيْتَ شِعْرِي، مَنْ هَذَا المَقْبُولُ فَنُهَنِّيهِ، وَمَنْ هَذَا المَحْرُومُ فَنُعَزِّيهِ».
واعلموا ــ رحمكم الله ــ أنّ من علامَةِ قَبُولِ العَمَلِ أن يُتْبَعَ بالعَمَلِ الصّالحِ، وإتبَاعُ الحسنَةِ بمثلها علامَةٌ ظاهرةٌ، وأمارةٌ صريحةٌ على قَبُولِ الحسنةِ من قِبَلِ اللهِ تبارك وتعالى، (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [المائدة: 27].
لنسأل أنفسَنَا في ختامِ هذا الشّهرِ: هل ستبقى مساجِدُنَا ملأى بآمِّيهَا وقاصدِيهَا ورُوَّادِهَا؟، هل ستبقى ألسنَتُنَا تَلهَجُ بالذِّكرِ وقراءَةِ القرآنِ؟ هل ستبقى أيادينَا مبسوطَةً بالعَطَاءِ إلى الفقراءِ والمساكينِ؟ هل ستبقى جوارحُنَا صائمَةً عن الآثَامِ والمعاصِي والسيّئَاتِ؟ هل ستبقى قلوبُنَا صافيَةً نقيَّةً صَفَاءَ ليلَةِ القدرِ، بيضَاءَ لا غلَّ فيها ولا حَسَدَ ولا ضغينَةَ؟ هل، وهل، وهل.
أمّة الإحسان: اثبتوا رحمكم الله على الطّاعاتِ، وأكثروا من القرباتِ بعد انقضاءِ شهرِ الرّحماتِ، وتعرَّضوا لنفحاتِ اللهِ والبركاتِ، واستفتحوا شهر شوّال بصيامِ الستِّ المباركاتِ، فإنّها سنّةُ خيرِ البريّاتِ محمّدٍ عليه أفضل الصّلاة وأزكى التّسليماتِ، فقد رغَّب في صيامِها من غيرِ أن يَأْمُرَ بعزيمَةٍ بقوله: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»، لأنّ الحسنةَ بعشرِ أمثالِهَا، فصوموا الستَّ من شوّال معتقدين سُنِّيَّتَهَا، تنالوا خيراتِهَا وبركاتِهَا، ولْتَكُنْ هذه الأيّامُ فاتحَةَ خيرٍ وبرٍّ فيما يستقبلُ من أيّامكم.
عباد الله: إنّي داع فأمّنوا ….

للتصفح والتحميل:

ختام رمضان وفضل ليلة القدر

 

جَامعُ الجزائر مركزٌ دينيّ، عِلميّ، ثقافيّ وسياحِيّ، يقعُ على تراب بلديّة المُحمَّديَّة بولاية الجزائر، وسط خليجها البحريّ. تبلغُ مساحته 300.000 متر مربّع، يضمّ مسجِدا ضخما للصّلاة، يسع لـ 32000 مصلٍ، وتصلُ طاقة استيعابِه إلى 120 ألف مصلٍ عند احتساب صحنه وباحَاته الخارجيّة.
قاعة الصّلاةِ وصحنها الفسـيح، جاءت في النّصوص القانونيّة المُنشِأة للجامع، تحتَ تسميةِ “الفضاء المسجدِيّ”.
ويضُمّ المجمّعُ هياكلَ أخرى ومرافقَ سُمّيت بالهَيئات المدمجة، ووجدت هـذه المرافق لتُساهم في ترسـيخِ قِيم الدّين الإسلاميّ من: قرآن منزّلٍ وسنّةِ مطهّرة على صاحبها أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم، وكذا للحِفاظ على المرجعيّة الدّينيّة الوطنيّة، بما يخدُم مكتسبات الأمّة ويحقّق التّواصل مع الغير.
وجامع الجزائر هـو معلم حضاريّ، بِهندسته الفَريدة، التي زَاوجـت بين عراقة العِمارة الإسلاميّة بطَابعها المغَاربيّ الأندلسيّ، وآخِر ابْتكارات الهندسة والبِناء في العالم، حيث حقّق عدّةَ أرقامٍ قيَاسيةٍ عالميةٍ في البناء.
فمن حيث الأبْعادُ الهنْدسيةُ، يُعدّ الجامع بين المساجد الأكبر والأضْخَم عبر العالم، بل هو ثالث أكبرِ مسجدٍ في العالم بعد الحرَمين الشريفَين بمكة المُكرّمَة والمدينَةِ المنوّرَة، وهو أكبر مساجد أفْريقيا على الإطلاق، فمساحة قاعة صلاته تبلغ 22 ألف متر مربع، وقُطر قبته 50 مترا، وفُرِش بـ 27 ألف متر مربع من السجّاد الفاخر المصنوعِ محليّا، وتزيَّنت الحوافّ العلويّة لجدرانه بـ 6 آلاف متر من الزّخرفة بمختلف خطوط الكتابة العربيّة.