Scroll Top

الشّيخ محمّد المأمون القاسمي الحسني: خدمة اللغة العربيّة خدمة للإسلام

دعا الشّيخ محمّد المأمون القاسمي الحسنيّ، إلى تيسير مناهج تعليم اللّغة العربيّة؛ والتّركيز على إثراء معجم الطّفل والمتعلّم، وتجنّب التعقيد في قواعد النحو العربي.

جاء ذلك، خلال كلمة ألقاها، اليوم، في المجلس الأعلى للّغة العربيّة، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للغة العربية، المصادف ليوم 18 ديسمبر من كلّ عام.
وجدّد السيّد العميد دعوتَه إلى تقريب العربيّة الدارجة من العربيّة المدرَّسة، وذلك بتعليم التلميذ كلماتٍ فصيحةً من لغته الدارجة المتداولة.

وفي السّياق نفسه، ذكّر الشّيخ القاسمي بمشروع العالم الجزائري الأستاذ عبد الرحمن الحاج صالح، وقال: “إنّنا نقرأ فيه الاهتمام باللّغة الشفاهية، الّتي كان يستعملها العرب في حياتهم اليوميّة: في البيوت والأسواق، وفي حديثهم اليومي؛ وهي مستوى من مستويات الفصحى، لم نهتمّ بها”؛

وأوضح أنّ اهتمامنا اقتصر على الجانب الخطابيّ الرّسميّ، نعلّمه للطلّاب؛ ممّا جعل اللّغة في مستواها المتكلّف غير متناسب مع التّداول اليومي، الّذي يستدعي الاختصار والحذف، وتبسيط قواعد النحو..”.

واعتبر السّيّد العميد مشروع الأستاذ الحاجّ صالح “رؤية علميّة جزائريّة أصيلة، دعا المتخصّصين إلى الاهتمام بترقية استعمال اللغة العربيّة من خلالها..”.
وثمّن الشيخ المأمون القاسمي الأعمالَ الّتي أنجزها المجلس الأعلى للّغة العربيّة، في الأعوام الأخيرة، وقد بلغت في سنة 2024م وحدها عشرين (20) إصدارًا.

وأضاف: “إنّ الكثيرين يعلّقون الآمال على مجلسكم الموقّر، ويرون فيه الإطار الملائم، المؤهّل للعمل من أجل ترقية اللغة العربيّة، وإحلالها المكانةَ المستحقّة في حياتنا؛ كما يتطلّعون إلى المسعى من أجل تعميم استعمال اللغة العربيّة، في كافّة مجالات الحياة، وصولًا إلى التزام جميع المؤسّسات بتبنّي هذا المشروع، واستعدادها لتطبيق قانون تعميم استعمال اللغة العربية، في أحسن الآجال الممكنة.

وختم السّيّد العميد كلمتَه، بالقول: “إنّ ما يجب التّذكير به: أنّ اللغة العربيّة ليست مجرّد أداة للتداول، أو وسيلة للتواصل؛ بل هي اللّغة الّي اختارها الله لتكون وعاءً لكتابه الخاتم. هي حاملة لوحي الله وهدايته للناس أجمعين. وخدمتها خدمة للدّين”.

جَامعُ الجزائر مركزٌ دينيّ، عِلميّ، ثقافيّ وسياحِيّ، يقعُ على تراب بلديّة المُحمَّديَّة بولاية الجزائر، وسط خليجها البحريّ. تبلغُ مساحته 300.000 متر مربّع، يضمّ مسجِدا ضخما للصّلاة، يسع لـ 32000 مصلٍ، وتصلُ طاقة استيعابِه إلى 120 ألف مصلٍ عند احتساب صحنه وباحَاته الخارجيّة.
قاعة الصّلاةِ وصحنها الفسـيح، جاءت في النّصوص القانونيّة المُنشِأة للجامع، تحتَ تسميةِ “الفضاء المسجدِيّ”.
ويضُمّ المجمّعُ هياكلَ أخرى ومرافقَ سُمّيت بالهَيئات المدمجة، ووجدت هـذه المرافق لتُساهم في ترسـيخِ قِيم الدّين الإسلاميّ من: قرآن منزّلٍ وسنّةِ مطهّرة على صاحبها أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم، وكذا للحِفاظ على المرجعيّة الدّينيّة الوطنيّة، بما يخدُم مكتسبات الأمّة ويحقّق التّواصل مع الغير.
وجامع الجزائر هـو معلم حضاريّ، بِهندسته الفَريدة، التي زَاوجـت بين عراقة العِمارة الإسلاميّة بطَابعها المغَاربيّ الأندلسيّ، وآخِر ابْتكارات الهندسة والبِناء في العالم، حيث حقّق عدّةَ أرقامٍ قيَاسيةٍ عالميةٍ في البناء.
فمن حيث الأبْعادُ الهنْدسيةُ، يُعدّ الجامع بين المساجد الأكبر والأضْخَم عبر العالم، بل هو ثالث أكبرِ مسجدٍ في العالم بعد الحرَمين الشريفَين بمكة المُكرّمَة والمدينَةِ المنوّرَة، وهو أكبر مساجد أفْريقيا على الإطلاق، فمساحة قاعة صلاته تبلغ 22 ألف متر مربع، وقُطر قبته 50 مترا، وفُرِش بـ 27 ألف متر مربع من السجّاد الفاخر المصنوعِ محليّا، وتزيَّنت الحوافّ العلويّة لجدرانه بـ 6 آلاف متر من الزّخرفة بمختلف خطوط الكتابة العربيّة.