Scroll Top

جامع الجزائر يحتفي باليوم الوطني للذاكرة

تحت رعاية السّيّد وزير الدولة، عميد جامع الجزائر، محمّد المأمون القاسميّ الحسنيّ، نظمت عمادة الجامع، يوم الثلاثاء 28 شوال 1445هـ، الموافق 07 مايو 2024م، بالمركز الثقافي، ندوة علمية، احتفاء باليوم الوطني للذاكرة، الذي أقرّه السّيّد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وفاء لذكرى الشهداء الأبرار، الذين ارتقوا في مظاهرات الثامن مايو 1945م، قدّم خلالها رئيس مجلس الأمة، المجاهد صالح قوجيل، محاضرة بعنوان: “الإسلام في الجزائر: القُوَّة الرُّوحيَّةِ المُحَرِّرَة للوطن، وَالْمُوَحِدَة لِلأُمَّةِ”.
وخلال كلمة افتتاح النّدوة، توجه عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، بالتحية الخالصة إلى مجاهدي الثورة التحريرية نظير تضحياتهم فداء للوطن، مؤكدا بأن “جامع الجزائر، الّذي هو حصن مرجعيتنا الدينية، هو كذلك رمز للذاكرة الوطنية، بمعماريته المتميّزة التي تقرأ فيها الأجيال الماضي والحاضر والمستقبل. ومن خلال متحف الحضارة الإسلامية، في منارة الجامع، نقرأ الذاكرة الإسلامية والوطنية. لقد تحقّق هذا بفضل الله، ثمّ بحرص السيّد رئيس الجمهورية على إنجاز هذا الصرح الحضاريّ وافتتاحه، وعمارة مؤسّساته”.

كما أكد قدرة الجزائر على تثبيت دعائم استقلالها، وتحقيق ذاتها والتخلّص من كلّ أنواع التبعيّة لغيرها، كونها مثلا يُحتذى في الصمود والمقاومة والجهاد.

واغتنم الشّيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، مناسبة اليوم الوطني للذاكرة، لرفع أكفّ الضراعة بالدّعاء للبارئ جلّ وعلا، أن يحفظ للجزائر وحدتها وأمنها واستقرارها.

من جهة أخرى، أوضح السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة، من خلال محاضرة ألقاها، أن مجازر 8 ماي 1945 “كانت مأساة للأمة وللوطن”، مذكرا بأن “الدّين والجهاد في سبيل الوطن شكّلا توأمين لا غنى لأحدهما عن الآخر”.
واستحضر في هذا السياق “قيم مجاهدينا الأخيار وبطولات وعبقرية مفجري الثورة”،, مبرزا طبيعة العمل الجماعي، الذي شكّل “منطلقا لنضالهم وبعد نظرهم وتمسكهم بالوحدة الوطنية”.

وفي سياق متصل، لفت السيد قوجيل إلى “الترابط الموجود بين الدين والجهاد في سبيل الوطن”، مشيرا الى أن بيان أول نوفمبر “سيظل على الدوام مرجعيتنا الأبدية”.

وفي ختام فعاليات الندوة، قام السّيّد وزير الدولة، عميد جامع الجزائر، محمّد المأمون القاسميّ الحسنيّ، بتكريم المجاهد صالح قوجيل، الذي وقع على السجل الذهبي للجامع، حيث عبر عن اعتزازه بقرار رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بتخصيص الـ 8 ماي من كل سنة يوما للذاكرة الوطنية، منوها بجهوده ومساعيه الدؤوبة وحرصه على متابعة ملف الذاكرة.

جَامعُ الجزائر مركزٌ دينيّ، عِلميّ، ثقافيّ وسياحِيّ، يقعُ على تراب بلديّة المُحمَّديَّة بولاية الجزائر، وسط خليجها البحريّ. تبلغُ مساحته 300.000 متر مربّع، يضمّ مسجِدا ضخما للصّلاة، يسع لـ 32000 مصلٍ، وتصلُ طاقة استيعابِه إلى 120 ألف مصلٍ عند احتساب صحنه وباحَاته الخارجيّة.
قاعة الصّلاةِ وصحنها الفسـيح، جاءت في النّصوص القانونيّة المُنشِأة للجامع، تحتَ تسميةِ “الفضاء المسجدِيّ”.
ويضُمّ المجمّعُ هياكلَ أخرى ومرافقَ سُمّيت بالهَيئات المدمجة، ووجدت هـذه المرافق لتُساهم في ترسـيخِ قِيم الدّين الإسلاميّ من: قرآن منزّلٍ وسنّةِ مطهّرة على صاحبها أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم، وكذا للحِفاظ على المرجعيّة الدّينيّة الوطنيّة، بما يخدُم مكتسبات الأمّة ويحقّق التّواصل مع الغير.
وجامع الجزائر هـو معلم حضاريّ، بِهندسته الفَريدة، التي زَاوجـت بين عراقة العِمارة الإسلاميّة بطَابعها المغَاربيّ الأندلسيّ، وآخِر ابْتكارات الهندسة والبِناء في العالم، حيث حقّق عدّةَ أرقامٍ قيَاسيةٍ عالميةٍ في البناء.
فمن حيث الأبْعادُ الهنْدسيةُ، يُعدّ الجامع بين المساجد الأكبر والأضْخَم عبر العالم، بل هو ثالث أكبرِ مسجدٍ في العالم بعد الحرَمين الشريفَين بمكة المُكرّمَة والمدينَةِ المنوّرَة، وهو أكبر مساجد أفْريقيا على الإطلاق، فمساحة قاعة صلاته تبلغ 22 ألف متر مربع، وقُطر قبته 50 مترا، وفُرِش بـ 27 ألف متر مربع من السجّاد الفاخر المصنوعِ محليّا، وتزيَّنت الحوافّ العلويّة لجدرانه بـ 6 آلاف متر من الزّخرفة بمختلف خطوط الكتابة العربيّة.