Scroll Top

جامع الجزائر: أوّل صلاة عيد بالجامع بحضور رئيس الجمهورية

أدّى السّيد رئيس الجمهوريّة عبد المجيد تبّون صلاة عيد الفطر في جامع الجزائر، بحضور كبار شخصيات الدّولة، وسفراء الدّول الإسلاميّة، بعد أن افتتحه قبل شهر رمضان الكريم.

وقد جاء في خطبة العيد الّتي ألقاها العميد الشيخ محمّد المأمون القاسمي الحسني، أنّها أوّل صلاة عيد تقام في جامع الجزائر، الّذي يُعدّ إنجازا حضاريا عظيما، وصرحا دينيّا شامخا؛ سيكون الحصن المنيع لمرجعيتنا الجامعة، بإذن الله؛ ويعدّ مكسبا للجزائر وللعالم الإسلامي والإنسانيّة جمعاء. وذكّر بافتتاحه التاريخي؛ حيث صلّيت فيه أوّل جمعة، وأدّى المسلمون فيه أوّل صلاة تراويح في شهر رمضان الكريم.

واستهلّ خطبته بالدعوة إلى السّعي والجدّ والاجتهاد، والتّعاون على البرّ والتّقوى؛ وحثّ على الكسب وإتقان العمل؛ وذلك هو هدي الإسلام. ودعا المسلمين إلى أن يكون سلوكهم متلائماً مع إيمانهم، مذكّرا بالتلازم الوثيق بين العقائد والعبادات، وبين السلوك والمعاملات؛ وهو منهج الإسلام الّذي يتناول حياة الفرد والأسرة والمجتمع، ويحيط بها من جميع جوانبها.

ودعا الخطيب الأمّة إلى أن تُراجع أوضاعها ونحن في عالم يعرف أزمات وآفات، بسبب اختلال الميزان، وما ينجّيها من وضعها الراهن هو تحقيق العدل والاعتصام بحبل الله المتين.
وتناول عميد الجامع أوضاع الأمّة الإسلاميّة اليوم، وما تشهده من تمزّق وتناحر وتشتّت؛ ودعا إلى العمل من أجل الوحدة والسّلم والاستقرار الاجتماعي؛ وأن يعتني أولياء الأمور بالفقراء والضعفاء والمهجّرين واليتامى وذوي الحاجات.

وفي الختام، وقف الخطيب عند مأساة غزّة، بسبب الظلم الّذي يتجرّعه أهلنا في فلسطين أمام مرآى عالمٍ اختلّت فيه الموازين، واضطربت المعايير؛ ودعا الفلسطينيين إلى الوحدة والتّضامن من أجل استرجاع الحقّ، وتحرير الأرض، وتحقيق النصر. وتضرّع إلى الله بالدعاء بأن يفرّج كربتهم، وينصر قضيتهم، ويؤلّف بين قلوبهم.

جَامعُ الجزائر مركزٌ دينيّ، عِلميّ، ثقافيّ وسياحِيّ، يقعُ على تراب بلديّة المُحمَّديَّة بولاية الجزائر، وسط خليجها البحريّ. تبلغُ مساحته 300.000 متر مربّع، يضمّ مسجِدا ضخما للصّلاة، يسع لـ 32000 مصلٍ، وتصلُ طاقة استيعابِه إلى 120 ألف مصلٍ عند احتساب صحنه وباحَاته الخارجيّة.
قاعة الصّلاةِ وصحنها الفسـيح، جاءت في النّصوص القانونيّة المُنشِأة للجامع، تحتَ تسميةِ “الفضاء المسجدِيّ”.
ويضُمّ المجمّعُ هياكلَ أخرى ومرافقَ سُمّيت بالهَيئات المدمجة، ووجدت هـذه المرافق لتُساهم في ترسـيخِ قِيم الدّين الإسلاميّ من: قرآن منزّلٍ وسنّةِ مطهّرة على صاحبها أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم، وكذا للحِفاظ على المرجعيّة الدّينيّة الوطنيّة، بما يخدُم مكتسبات الأمّة ويحقّق التّواصل مع الغير.
وجامع الجزائر هـو معلم حضاريّ، بِهندسته الفَريدة، التي زَاوجـت بين عراقة العِمارة الإسلاميّة بطَابعها المغَاربيّ الأندلسيّ، وآخِر ابْتكارات الهندسة والبِناء في العالم، حيث حقّق عدّةَ أرقامٍ قيَاسيةٍ عالميةٍ في البناء.
فمن حيث الأبْعادُ الهنْدسيةُ، يُعدّ الجامع بين المساجد الأكبر والأضْخَم عبر العالم، بل هو ثالث أكبرِ مسجدٍ في العالم بعد الحرَمين الشريفَين بمكة المُكرّمَة والمدينَةِ المنوّرَة، وهو أكبر مساجد أفْريقيا على الإطلاق، فمساحة قاعة صلاته تبلغ 22 ألف متر مربع، وقُطر قبته 50 مترا، وفُرِش بـ 27 ألف متر مربع من السجّاد الفاخر المصنوعِ محليّا، وتزيَّنت الحوافّ العلويّة لجدرانه بـ 6 آلاف متر من الزّخرفة بمختلف خطوط الكتابة العربيّة.