Scroll Top

“دار القرآن” تحتضن ندوة علمية عن التراث المعماري الإسلامي في الجزائر

بمناسبة شهر التراث، نظمت المَدرسَة الوطنيّة العُليا للعُلوم الإسلاميّة “دار القرآن”، يوم الأحد 26 شوال 1445هـ، الموافق 05 ماي 2024م، ندوة علمية تحت عنوان: “التراث المعماري الإسلامي في الجزائر”.
وأطَّرَ الندوة العلمية، مسؤُولُ شعبة الهندسة المعمارية البرُوفِيسور مصطفى بن حموش، وثُلّة من الطلبة والطَالبَات.
وفي أول مداخلة من قبل طالبة تخصص تراث معماري وعمران، أبرزت هذه الأخيرة أهمية التراث الثقافي المعماري في الجزائر، من خلال الطبعة الفنية والثقافية المهمة، التي تميّز العمارة الإسلامية في الجزائر، والتي تمثل قياسا للحضارة والهوية الثقافية للبلاد.
أما المداخلة الثانية، فتضمنت نظرة المستشرقين الدونية لعمارة قصبة الجزائر، التي أثبتت بعد قرون، أنها عمارة متكاملة تضمن جميع سبل الأمان والراحة، وتوفر مختلف متطلبات الحياة من خدمات وتسهيلات لساكنيها.
بالمقابل، وُصفت قلعة بني حماد الواقعة بولاية المسيلة بـ “مثال للمدينة الإسلامية المزدهرة”، لعمارتها المميزّة، التي تضُم مجموعة من المعالم الأثرية، أبرزها مسجد “قصر المنارة” وتعد “أقدم منارة في شمال أفريقيا”، وشكلت نموذجا معماريا استلهمت منه نماذج مماثلة في مناطق أخرى.
أما المداخلة الأخيرة فقد ركزت على الأبعاد الإسلامية لمدينة غرداية، التي تعتبر رمزا من رموز العمارة الإسلامية الجزائرية، التي يتحكم فيها البعد الديني والاجتماعي، من خلال تطبيق بعض القوانين التي تضمن حرمة العائلات، وحرية تنقل الرجال والنساء، ضمن طرقات ودهاليز مخصّصة لذلك.
وفي ختام الندوة، أكد مسؤول الشُعبة، البرُوفِيسور مصطفى بن حموش، على أهمية التمسك بالتراث المعماري الإسلامي، الذي يعتبر سلاحا لمقاومة العولمة، والحفاظ على الهوية الثقافية والاجتماعية للشعوب.
وعلى هامش الندوة المقامة بـ”دار القرآن”، قدّم طلبة المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات للهندسة المعمارية والعمران بالحراش، معرضا لمجسمات: قلعة بني حماد، ومدينة بني مزاب، ومسجد قبة الصخرة وبعض البحوث التطبيقية التي تبرز أهمية العمران الإسلامي في الجزائر.

جَامعُ الجزائر مركزٌ دينيّ، عِلميّ، ثقافيّ وسياحِيّ، يقعُ على تراب بلديّة المُحمَّديَّة بولاية الجزائر، وسط خليجها البحريّ. تبلغُ مساحته 300.000 متر مربّع، يضمّ مسجِدا ضخما للصّلاة، يسع لـ 32000 مصلٍ، وتصلُ طاقة استيعابِه إلى 120 ألف مصلٍ عند احتساب صحنه وباحَاته الخارجيّة.
قاعة الصّلاةِ وصحنها الفسـيح، جاءت في النّصوص القانونيّة المُنشِأة للجامع، تحتَ تسميةِ “الفضاء المسجدِيّ”.
ويضُمّ المجمّعُ هياكلَ أخرى ومرافقَ سُمّيت بالهَيئات المدمجة، ووجدت هـذه المرافق لتُساهم في ترسـيخِ قِيم الدّين الإسلاميّ من: قرآن منزّلٍ وسنّةِ مطهّرة على صاحبها أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم، وكذا للحِفاظ على المرجعيّة الدّينيّة الوطنيّة، بما يخدُم مكتسبات الأمّة ويحقّق التّواصل مع الغير.
وجامع الجزائر هـو معلم حضاريّ، بِهندسته الفَريدة، التي زَاوجـت بين عراقة العِمارة الإسلاميّة بطَابعها المغَاربيّ الأندلسيّ، وآخِر ابْتكارات الهندسة والبِناء في العالم، حيث حقّق عدّةَ أرقامٍ قيَاسيةٍ عالميةٍ في البناء.
فمن حيث الأبْعادُ الهنْدسيةُ، يُعدّ الجامع بين المساجد الأكبر والأضْخَم عبر العالم، بل هو ثالث أكبرِ مسجدٍ في العالم بعد الحرَمين الشريفَين بمكة المُكرّمَة والمدينَةِ المنوّرَة، وهو أكبر مساجد أفْريقيا على الإطلاق، فمساحة قاعة صلاته تبلغ 22 ألف متر مربع، وقُطر قبته 50 مترا، وفُرِش بـ 27 ألف متر مربع من السجّاد الفاخر المصنوعِ محليّا، وتزيَّنت الحوافّ العلويّة لجدرانه بـ 6 آلاف متر من الزّخرفة بمختلف خطوط الكتابة العربيّة.