تحت رعاية السّيّد وزير الدّولة عميد جامع الجزائر، الشّيخ محمّد المأمون القاسميّ الحسنيّ، وبالتنسيق مع المجلس العلمي، نظم الفضاء المسجدي، يوم الاثنين 25 ذو القعدة 1445هـ، الموافق 03 يونيو (جوان) 2024م، بقاعة المحاضرات للمدرسة الوطنية العليا للعلوم الإسلامية “دار القرآن“، ندوة علمية موسومة: “أسرار الحج ومقاصده”.
وخلال كلمته الافتتاحية للندوة، قال السّيّد العميد: إنّ اختيارنا موضوع “البعد الرّوحي في رحلة الحجّ” إنّما يأتي لجملة من الأسباب، منها:
أنّ أغلب الّذين يتناولون الحديث عن فريضة الحجّ، يعالجون الموضوع من الجانب الفقهي. فهم يتناولون مناسك الحجّ، من أركان وواجبات، وسنن ومستحبّات. وهذه الأعمال الّتي يقوم بها الحاجّ، فصّل فيها القول الفقهاء، على اختلاف مذاهبهم، وصدرت فيها مؤلّفات، ونُشرت فيها بحوث ودراسات، يتناولها بالتّفصيل الأئمّة والمرشدون والدّعاة.
وأضاف أنه “لو سألت أحدًا، على سبيل المثال: ماذا تعلّمت من أعمال الحجّ؟ يأتيك منه الجواب: هي الإحرام بالنّسك، والطّواف بالبيت الحرام، والسّعي بين الصّفا والمروة، وصولا إلى الوقوف بعرفة، وإلى رمي الجمرات يوم العيد وأيّام التّشريق”.
من جهته، قال أ.د الطاهر برايك، مكلف بالدراسات والتلخيص بجامع الجزائر، في مداخلة له عنوانها: “أخلاق الناسك”، إن الحج يعد سباقاً لنيل فضل الله وثوابه، وأنه استشعار بوجود الله وفي ضيافته، مشيرا إلى أن البعد الحقيقي للحج وجوهره، يكمن في حسن خلق الإنسان وتعظيم حرمات المسلمين.
من جانبها، اعتبرت أ.د عقيلة حسين، رئيسة قسم النشاط النسوي بجامع الجزائر، في مداخلة بعنوان: “الحج قصد ومقاصد”، أن الحج رحلة روحية وقلبية، فهو جهاد من غير قتال، ورحلة لترك الدنيا مقابل مجموعة من الأفعال، وأن هذا الركن هو أشمل العبادات.
بدورها، ذكرت أ.د رشا روابح، أستاذة بكلية العلوم الإسلامية، في كلمتها، أن المعاني الروحية لمناسك الحج، تكون بترك كل الأهواء والغرائز، ويخرج الحاج فيها من الدنيا إرادياً، فيُجرّد من كل شيء، فهو بمثابة الميت، قاطعاً كل علاقاته مع الدنيا والناس.
واختُتمت هذه الندوة العلميّة، بتكريم الأساتذة المحاضرين، من قبل السّيّد العميد الشّيخ محمّد المأمون القاسميّ الحسنيّ.