Scroll Top

أثر الزحام على المبيت في منى في يوم التروية وأيام التشريق

أثر الزحام على المبيت في منى في يوم التروية وأيام التشريق، من تأليف الدّكتور مُوسَى إسماعيل، رئيس المجلس العلمي لجامع الجزائر.

بسم اله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن قصد بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج والعمرة وزيارة البقاع المقدسة، من أعظم ما يتمناه المسلم، وفي كل عام تتزايد الجموع الغفيرة والأعداد الكبيرة لطلب تأشيرة الدخول إلى المملكة العربية السعودية لحضور موسم الحج، غير أنّ محدودية المكان في المشاعر المقدسة، ومحدودية الوقت نفسه في تواجد هذه الجموع الغفيرة، يصعب معه التحكم في أداء المناسك بشكل سهل ومريح، ويوقع الحجيج في الحرج الشديد، مما يستدعي البحث والنظر لإيجاد الحلول المناسبة لتفادي الآثار المترتبة عن الزحام، وحماية أرواح الناس من التدافع.
ومن أهم المواضع التي يقع فيها الزحام الشديد بين الحجاج ويؤدي إلى الموت والهلاك، منطقة منى، لأنها صارت غير قادرة لاستيعاب ما يزيد عن مليونين من البشر، وفي كل موسم تجد بعثات الحج نفسها عاجزة عن تنظيم هذه الجموع الغفيرة، وعاجزة أيضا عن ضمان المكان المناسب لمبيت بعضهم ناهيك عن مبيتهم جميعا.
ومسألة المبيت من مسائل الخلاف التي جعل الله في اختلاف الأئمة مخرجا من هذا المأزق، وحلا لهذا المشكل.
وقد ارتأيت أن أتناول هذا الموضوع وأقدم فيه هذه الورقة البحثية، لعلي أساهم في إثرائه، واشارك إخواني الباحثين في علاج المشكلة.
والله أسأل أن يوفقنا ويهدينا سواء السبيل، إنه على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين

أثر الزحام على المبيت في منى في يوم التروية وأيام التشريق
جَامعُ الجزائر مركزٌ دينيّ، عِلميّ، ثقافيّ وسياحِيّ، يقعُ على تراب بلديّة المُحمَّديَّة بولاية الجزائر، وسط خليجها البحريّ. تبلغُ مساحته 300.000 متر مربّع، يضمّ مسجِدا ضخما للصّلاة، يسع لـ 32000 مصلٍ، وتصلُ طاقة استيعابِه إلى 120 ألف مصلٍ عند احتساب صحنه وباحَاته الخارجيّة.
قاعة الصّلاةِ وصحنها الفسـيح، جاءت في النّصوص القانونيّة المُنشِأة للجامع، تحتَ تسميةِ “الفضاء المسجدِيّ”.
ويضُمّ المجمّعُ هياكلَ أخرى ومرافقَ سُمّيت بالهَيئات المدمجة، ووجدت هـذه المرافق لتُساهم في ترسـيخِ قِيم الدّين الإسلاميّ من: قرآن منزّلٍ وسنّةِ مطهّرة على صاحبها أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم، وكذا للحِفاظ على المرجعيّة الدّينيّة الوطنيّة، بما يخدُم مكتسبات الأمّة ويحقّق التّواصل مع الغير.
وجامع الجزائر هـو معلم حضاريّ، بِهندسته الفَريدة، التي زَاوجـت بين عراقة العِمارة الإسلاميّة بطَابعها المغَاربيّ الأندلسيّ، وآخِر ابْتكارات الهندسة والبِناء في العالم، حيث حقّق عدّةَ أرقامٍ قيَاسيةٍ عالميةٍ في البناء.
فمن حيث الأبْعادُ الهنْدسيةُ، يُعدّ الجامع بين المساجد الأكبر والأضْخَم عبر العالم، بل هو ثالث أكبرِ مسجدٍ في العالم بعد الحرَمين الشريفَين بمكة المُكرّمَة والمدينَةِ المنوّرَة، وهو أكبر مساجد أفْريقيا على الإطلاق، فمساحة قاعة صلاته تبلغ 22 ألف متر مربع، وقُطر قبته 50 مترا، وفُرِش بـ 27 ألف متر مربع من السجّاد الفاخر المصنوعِ محليّا، وتزيَّنت الحوافّ العلويّة لجدرانه بـ 6 آلاف متر من الزّخرفة بمختلف خطوط الكتابة العربيّة.