Scroll Top

خطبة الجمعة: توديع السنة الهجرية

الخطبة الأولى

الْحَمْدُ للّهِ الرَّحِيمِ الرَّحْمَنِ، خَالِقِ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللّهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، مُقَدِّرُ الأَعْمَارِ وَالآجَالِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللّهِ وَرَسُولُهُ، عَمَرَ حَيَاتَهُ بِالطَّاعَةِ وَالإِحْسَانِ، صَلَوَاتُ اللّهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَعَلَى أَتْبَاعِهِ وَحِزْبِهِ إِلَى يَوْمِ يَبْعَثُ اللّهُ فِيهِ الإِنْسَ وَالْجَانَّ.

أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللّهِ: اتَّقُوا اللّهَ تَعَالَى الْعَزِيزَ الْغَفَّارَ، الَّذِي يُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ، وَيُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ، لأَجْلِ أَنْ تَسْتَمِرَّ حَيَاةُ الإِنْسَانِ، يَقُولُ سُبْحَانَـهُ: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلًا) [الإسراء: 12]، فَالزَّمَانُ ــ يا عِبَادَ اللّهِ ــ ظَرْفٌ لأَعْمَالِ الْعِبَادِ، يُقَدِّمُونَهَا إِلَى اللّهِ جَلَّ وَعَلَا رَاجِينَ بِهَا الزُّلْفَى لَدَيْهِ، فَالنَّهَارُ لَهُ مَا يُلائِمُهُ مِنْ نَشَاطٍ وَعَمَلٍ، واللَّيْلُ لَهُ مَا يُلائِمُهُ مِنْ رَاحَةٍ وَسَكَنٍ، فَقَدْ وَرَدَ فِي الأَثَرِ: «وَاعْلَمْ أَنَّ للّهِ عَمَلًا بِالنَّهَارِ لَا يَقْبَلُهُ بِاللَّيْلِ، وَعَمَلًا بِاللَّيْلِ لَا يَقْبَلُهُ بِالنَّهَارِ»، وَمَنْ أَدْرَكَ الزَّمَانَ بِهَذَا الْمَعْنَى حَرَصَ عَلَى أَنْ يَمْلأَهُ بِصَالِحَاتِ الأَعْمَالِ، وَزَاكِيَاتِ الْخِصَالِ، وَبِمَا يَعُودُ عَلَيْهِ بِالنَّفْعِ فِي الْعَاجِلِ وَالْمَآلِ.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: هَا نَحْنُ نُوَدِّعُ عَامًا هِجْرِيًّا يَمْضِي بِمَا فِيهِ مِنْ حُلْوٍ وَمُرٍّ، وَمِنْ عُسْرٍ وَيُسْرٍ، وَمِنْ شِدَّةٍ وَرَخَاءٍ، وَسَقَمٍ وَعَافِيَةٍ.

أيّها الإخوة المؤمنون: فها هو العَامُ الهجرِيُّ يذوي وتتقاصَرُ أَيَّامُهُ، ليرتَحِلَ عبر الزَّمَنِ، يحمِلُ في طِيّاتِهِ الأحدَاثَ والأعمَالَ التي سجّلتْهَا الأيَّامُ على الفردِ وعلى الأمَّةِ، وفي ذلك عبرَةٌ لمن يعتَبِرُ.

وقد لفتنا القرآنُ الكريمُ إلى الاعتبَارِ من اختلَافِ اللّيلِ والنَّهَارِ، وتداولِ الأيَّامِ والسّنينَ والأعوامِ.

قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) [سورة آل عمران: 190].

وقال أيضًا: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُورًا) [سورة الفرقان: 62].

وقَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ رحمَهُ اللّهُ: طَلَبْتُ خُطَبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الجُمُعَةِ فَأَعْيَتْنِي، فَلَزِمْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ لَكُمْ عِلْمًا فَانْتَهُوا إِلَى عِلْمِكُمْ، وَإِنَّ لَكُمْ نِهَايَةً فَانْتَهُوا إِلَى نِهَايَتِكُمْ، فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ، بَيْنَ أَجَلٍ قَدْ مَضَى لَا يَدْرِي كَيْفَ صَنَعَ اللَّهُ فِيهِ، وَبَيْنَ أَجَلٍ قَدْ بَقِيَ لَا يَدْرِي كَيْفَ اللَّهُ بِصَانِعٍ فِيهِ، فَلْيَتَزَوَّدِ الْمَرْءُ لِنَفْسِهِ، وَمِنْ دُنْيَاهُ لِآخِرَتِهِ، وَمِنَ الشَّبَابِ قَبْلَ الْهَرَمِ، وَمِنَ الصِّحَّةِ قَبْلَ السَّقَمِ، فَإِنَّكُمْ خُلِقْتُمْ لِلْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا خُلِقَتْ لَكُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ، وَمَا بَعْدَ الدُّنْيَا دَارٌ إِلَّا الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ».

ولعلّك ترى أخي المؤمن في إلفَاتِ اللّهِ تعالى لأنظَارِ الخَلْقِ إلى التّفكُّرِ في اختلَافِ اللّيلِ والنّهَارِ؛ ما فيه من الآيَاتِ والحِكَمِ والعِبَرِ، وقد فَرَّقَ العبادَاتِ على أجزَاءَ من النّهَارِ والأسبوعِ وعلى الأعوَامِ؛ كلّ ذلك لأجلِ أن يَضَلَّ المؤمن منتبِهاً لمرورِ السَّاعَاتِ والأَيَّامِ والشّهورِ والدّهورِ؛ ويوقِعَ فيها من الأعمَالِ ما يدفَعُ به الغفلَةَ والذُّهُولَ عن مُجَارَاةِ الزَّمَنِ والمسارعَةِ خلَالَهُ إلى الخيرَاتِ.

فبعد يومِ عرفَةَ المشهودِ، وعِيدِ الأضحى المُبَارَكِ، وما خَصَّهمَا اللّهُ به من فَضَائِلَ ورَحَمَاتٍ، حيث يقولُ صلّى الله عليه وسلّم عن فَضْلِ يومِ عَرَفَةَ: «أَحْتَسِبُ عَلَى اللّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ»، ماذا ننتظِرُ لنقلِبَ صفحَةً جديدَةً بعد أَن وَعَدَنَا رسولُ اللّهِ صلّى اللّه عليه وسلّم بهذا الوَعْدِ الجميلِ، بأنّ اللّهَ تعالى سيغفِرُ ذنوبَ سَنَةٍ ماضيَةٍ وقابلَةٍ؟

ماذا ننتظِرُ لنُغيِرَ أوضاعَنَا، ونُصلِحَ ما فَسَدَ من أحوالِنَا وأعمالِنَا، كم منّا من أَحَدٍ يسَوِّفُ يُؤَجِّلُ التّوبَةَ، أو يُؤَجِّلُ الاستقامَةَ واستئنَافَ حَيَاةِ الانضبَاطِ؛ وتُوهِمُنَا النّفسُ والشّيطَانُ أنّنا ننتظِرُ اللّحظَةَ المناسبَةَ، كالزَّوَاجِ مثلًا، أو إبْرَامِ صفقَةٍ، أو اجتيَازِ امتحَانٍ، ثمّ لا يحصُلُ من ذلك شيءٌ، فقد يأتي الزَّوَاجُ فلا نتغيَّرُ، وقد تتحقَّقُ الصّفقَةُ تِلْوَى الصّفقَةِ ولا نتغيَّرُ، وهكذا تَتَوَالَى الأحدَاثُ والمناسبَاتُ ونحن باقون على ما نحن عليه من التّسوِيفِ والانتظَارِ.

إخوة الإيمان: إنّ أفضَلَ فرصَةٍ لمباشرَةِ التّغييرِ، هي هذه الّتي بين أيدِينَا، ونحسَبُ أنّ اللّهَ تعالى بعد أن تَجَاوَزَ عن خطايَانَا بصيَامِ يومِ عرفَةَ ــ بفضلِهِ ورحمتِهِ ــ في نهايَةِ هذا العَامِ الهِجْرِيِّ، قد أعْطَانَا الفُرْصَةَ للتّغييرِ إلى الأَحْسَنِ، فنختمُهُ بحُسْنِ النَّوَايَا ونُبَادِرُ فيه إلى المَكْرُمَاتِ.

قال صلّى اللّه عليه وسلّم: «بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعًا هَلْ تُنْظَرُونَ إِلاَّ إِلَى فَقْرٍ مُنْسٍ، أَوْ غِنًى مُطْغٍ، أَوْ مَرَضٍ مُفْسِدٍ، أَوْ هَرَمٍ مُفَنِّدٍ، أَوْ مَوْتٍ مُجْهِزٍ، أَوِ الدَّجَّالِ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةِ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ».

والتّغييرُ ليس له عمرٌ محدَّدٌ، فها هو قدوتُنَا رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جَاءَتْهُ الرّسالَةُ وهو ابنُ 40 عَامًا، وهَاجَرَ وهو ابنُ 52 عَامًا، وفَتَحَ مَكَّةَ وهو ابنُ 61 عَامًا.

فالحاصِلُ هو أن يَغتَنِمَ المَرْءُ عمرَهُ وشَبَابَهُ وقُوَّتَهُ وفَرَاغَهُ، كما أرشَدَ الى ذلك سَيِّدُ الخَلْقِ وحبيبُ الحَقِّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قولِهِ: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ».

وأن يحاسِبَ المرءُ نفسَهُ على ما فَاتَ من أَيَّامِ عمرِه ِقبل أن يُسأَلَ عن أربَعٍ، كما قال عليه الصّلاةُ والسّلامُ: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَا فَعَلَ بِهِ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ، فِيمَا أَبْلَاهُ».

أقول قولي هذا وأستغفِرُ اللّهَ العظِيمَ الجلِيلَ لي ولكم ولسائِرِ المسلمين من كُلِّ ذنبٍ، فاستغفرُوهُ إنّه هو الغفُورُ الرّحيمُ.

الخطبة الثانية

الحمدُ للّهِ حَمْدًا كثيرًا كما أَمَرَ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلّا اللّهُ وحده لا شريك له، وأشهَدُ أنّ سيِّدَنَا محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللّهمّ صَلِّ وسَلِّم وَبَارِك على سيِّدِنَا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ وأصحابِهِ أجمعين إلى يومِ الدِّينِ؛ أمّا بعد.

فيا أيّها الإخوة المؤمنون: إنّ محاسبَةَ النّفسِ ركنٌ أساسِيٌّ من أركَانِ التّزكيَّةِ والتّربيَّةِ الإيمانيَّةِ، هَدَفُهَا تقويمُ حَيَاةِ الإنسَانِ بالتَّعَلُّمِ من الأخطَاءِ، وأَوَّلُ بابٍ يُحَاسِبُ المَرْءُ نَفْسَهُ عليه عَلَاقَتُهُ مع اللّهِ تعالى كيف هي؟

كيف هي عبادَتُكَ؟ كيف هو تعظيمُكَ للّهِ وتوحيدُهُ؟

ثمّ كيف هي عَلَاقَتُكَ مع الوالدين والأقارِبِ والجيرَانِ والأولَادِ؟

كيف هو كسبُكَ؟

ومن تُصَاحِبُ؟

المستقبَلُ يا عبَادَ اللّهِ أساسُهُ الماضي، ومن لا يستفيدُ من أخطَاءِ ماضيهِ وإيجابياتِهِ سَيَتَخَبَّطُ في الحَيَاةِ، كالّذي يتخبَّطُهُ الشّيطَانُ من المَسِّ.

قال عليه الصّلاةُ والسّلامُ: «اتَّقِ اللّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ».

وعن عمرَ بنِ الخطَّابِ رضِي اللّهُ عنه قال: «حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَن تُحَاسَبُوا، وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَن تُوزَنُوا، فَإِنَّهُ أَخَفُّ عَلَيْكُمْ فِي الحِسَابِ غَدًا أَنْ تُحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ اليَوْمَ وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ، (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) [الحاقة: 18]، وَإِنَّمَا يَخِفُّ الحِسَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا».

مَن وَجَدَ خيرًا فَلْيَحْمَدِ اللّهَ وليثبُتْ عليه، ومن وَجَدَ غيرَ ذلك فالفرصَةُ قائمَةٌ ليصَحّح أخطاءَهُ.

جعلني اللّهُ وإيّاكُمْ مِمَّنْ يستمعون القولَ فيتّبعون أحسنَهُ، أولئك الّذين هداهُمْ اللّهُ وأولئك هُمْ أولوا الألبَابِ.

 الدّعاء.

للتصفح والتحميل:

 

جَامعُ الجزائر مركزٌ دينيّ، عِلميّ، ثقافيّ وسياحِيّ، يقعُ على تراب بلديّة المُحمَّديَّة بولاية الجزائر، وسط خليجها البحريّ. تبلغُ مساحته 300.000 متر مربّع، يضمّ مسجِدا ضخما للصّلاة، يسع لـ 32000 مصلٍ، وتصلُ طاقة استيعابِه إلى 120 ألف مصلٍ عند احتساب صحنه وباحَاته الخارجيّة.
قاعة الصّلاةِ وصحنها الفسـيح، جاءت في النّصوص القانونيّة المُنشِأة للجامع، تحتَ تسميةِ “الفضاء المسجدِيّ”.
ويضُمّ المجمّعُ هياكلَ أخرى ومرافقَ سُمّيت بالهَيئات المدمجة، ووجدت هـذه المرافق لتُساهم في ترسـيخِ قِيم الدّين الإسلاميّ من: قرآن منزّلٍ وسنّةِ مطهّرة على صاحبها أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم، وكذا للحِفاظ على المرجعيّة الدّينيّة الوطنيّة، بما يخدُم مكتسبات الأمّة ويحقّق التّواصل مع الغير.
وجامع الجزائر هـو معلم حضاريّ، بِهندسته الفَريدة، التي زَاوجـت بين عراقة العِمارة الإسلاميّة بطَابعها المغَاربيّ الأندلسيّ، وآخِر ابْتكارات الهندسة والبِناء في العالم، حيث حقّق عدّةَ أرقامٍ قيَاسيةٍ عالميةٍ في البناء.
فمن حيث الأبْعادُ الهنْدسيةُ، يُعدّ الجامع بين المساجد الأكبر والأضْخَم عبر العالم، بل هو ثالث أكبرِ مسجدٍ في العالم بعد الحرَمين الشريفَين بمكة المُكرّمَة والمدينَةِ المنوّرَة، وهو أكبر مساجد أفْريقيا على الإطلاق، فمساحة قاعة صلاته تبلغ 22 ألف متر مربع، وقُطر قبته 50 مترا، وفُرِش بـ 27 ألف متر مربع من السجّاد الفاخر المصنوعِ محليّا، وتزيَّنت الحوافّ العلويّة لجدرانه بـ 6 آلاف متر من الزّخرفة بمختلف خطوط الكتابة العربيّة.